(سورة الأنفال (70 71) وروينا عن جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال أحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد قبلي أخبرنا حسان بن سعيد المنيعي أنا أبو طاهر الزيادي أنا محمد بن الحسين القطان ثنا أحمد ابن يوسف السلمي ثنا عبد الرزاق أنبأنا معمر عن هشام ثنا أبو هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لم تحل الغنائم لأحد من قبلنا ذلك بأن الله رأى ضعفنا وعجزنا فطيبها لنا 70 قوله تعالى (يا أيها النبي قل لمن في أيديكم من الأسرى) قرأ أبو عمرو وأبو جعفر (من الأسارى) بالألف والباقون بلا ألف نزلت في العباس بن عبد المطلب وكان أسر يوم بدر وكان أحد العشرة الذين ضمنوا طعام أهل بدر نوبته وكان قد خرج بعشرين أوقية من الذهب ليطعم بها الناس فأراد أن يطعم ذلك اليوم فاقتتلوا وبقيت العشرون أوقية معي فأخذت منه في الحرب فكلم النبي صلى الله عليه وسلم أن يحتسب العشرين أوقية من فدائه فأبى وقال أما شيء خرجت تستعين به علينا فلا أتركه لك وكلف فداء بني أخيه عقيل بن أبي طالب ونوفل بن الحارث فقال العباس يا محمد تركتني أتكفف قريشا ما بقيت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فأين الذهب الذي دفعته إلى أم الفضل وقت خروجك من مكة وقلت لها إني لا أدري ما يصيبني في وجهي هذا فإن حدث بي حدث فهو لك ولعبد الله ولعبيد الله وللفضل وقثم يعني الأربعة فقال له العباس وما يدريك قال أخبرني به ربي عز وجل قال العباس أشهد أنك صادق وقال لا إله إلا الله وإنك عبده ورسوله ولم يطلع عليه أحد إلا الله عز وجل فذلك قوله تعالى (يا أيها النبي قل لمن في أيديكم من الأسرى) الذين أخذت منهم الفداء (إن يعلم الله في قلوبكم خيرا) أي إيمانا (يؤتكم خيرا مما أخذ منكم) من الفداء (ويغفر لكم) ذنوبكم (والله غفور رحيم) قال العباس رضي الله عنه فأبدلني الله عنهما عشرين عبدا كلهم تاجر يضرب بمال كثير وأدناهم يضرب بعشرين ألف درهم مكان عشرين أوقية وأعطاني زمزم وما أحب أن لي بها جميع أموال مكة أنا أنتظر المغفرة من ربي عز وجل 71 قوله (وإن يريدوا خيانتك) يعني الأسارى (فقد خانوا الله من قبل فأمكن منهم) ببدر (والله عليكم حكيم) قال ابن جريج أراد بالخيانة الكفر أي إن كفروا بك فقد كفروا بالله من قبل فأمكن منهم المؤمنين ببدر حتى قتلوهم وأسروهم وهذا تهديد لهم إن عادوا إلى قتال المؤمنين ومعاداتهم
(٢٦٣)