تفسير البغوي - البغوي - ج ٢ - الصفحة ٢٦٤
سورة الأنفال (72 74) 72 قوله تعالى (إن الذين آمنوا وهاجروا) أي هجروا قومهم وديارهم يعني المهاجرين من مكة (وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله والذين امنووا) رسول الله صلى الله عليه وسلم والمهاجرين معه أي أسكنوهم منازلهم (ونصروا) أي نصروهم على أعدائهم وهم الأنصار رضي الله عنهم (أولئك بعضهم أولياء بعض) دون أقربائهم من الكفار قيل في العون والنصرة وقال ابن عباس في الميراث وكانوا يتوارثون بالهجرة فكان المهاجرون والأنصار يتوارثون دون ذوي الأرحام وكان من آمن ولم يهاجر لا يرث من قريبه المهاجر حتى كان فتح مكة انقطعت الهجرة وتوارثوا بالأرحام حيث ما كانوا وصار ذلك منسوخا بقوله عز وجل (وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله) (والذين آمنوا ولم يهاجروا ما لكم من ولايتهم من شيء) يعني في الميراث (حتى يهاجروا) قرأ حمزة (ولايتهم) بكسر الواو والباقون بالفتح وهما واحد كالدلالة والدلالة (وإن استنصروكم في الدين) أي استنصركم المؤمنون الذين لم يهاجروا (فعليكم النصر إلا على قوم بينكم وبينهم ميثاق) عهد فلا تنصروهم عليهم (والله بما تعلمون بصير) 73 (والذين كفروا بعضهم أولياء بعض) في العون والنصرة وقال ابن عباس في الميراث أي يرث المشركون بعضهم من بعض (إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض) قال ابن عباس ألا تأخذوا في الميراث بما أمرتكم به وقال ابن جريج ألا تعاونوا وتناصروا وقال ابن إسحاق جعل الله المهاجرين والأنصار أهل ولاية في الدين دون من سواهم وجعل الكافرين بعضهم أولياء بعض ثم قال (إلا تفعلوه) وهو أن يتولى المؤمن الكافر دون المؤمن (تكن فتنة في الأرض وفساد كبير) فالفتنة في الأرض قوة الكفر والفساد الكبير ضعف الإسلام 74 (والذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله والذين آووا ونصروا أولئك هم المؤمنون حقا) لا مرية ولا ريب في إيمانهم قيل حققوا إيمانهم بالهجرة والجهاد وبذل المال في الدين (لهم مغفرة ورزق
(٢٦٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 259 260 261 262 263 264 265 266 267 268 269 ... » »»