سورة الأنفال (55 58) بالريح وبعضهم بالغرق فكذلك أهلكنا كفار بدر بالسيف لما كذبوا بآيات ربهم (وأغرقنا آل فرعون وكل كانوا ظالمين) يعني الأولين والآخرين 55 (إن شر الدواب عند الله الذين كفروا فهم لا يؤمنون) قال الكلبي ومقاتل يعني يهود بني قريظة منهم كعب بن الأشرف وأ صحابه 56 (ألذين عاهدت منهم) يعني عاهدتهم عاهدت معهم وقيل أدخل (من) لأن معناه أخذت منهم العهد (ثم ينقضون عهدهم في كل مرة) وهم بنو قر يظة نقضوا العهد إلي كان بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم وأعانوا المشركين بالسلاح على قتال النبي صلى الله عليه وسلم وأ صحابه ثم قالوا نسينا وأخطأنا فعاهدهم الثانية فنقضوا العهد ومالؤا الكفار على رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الخندق وركب كعب بن الأشرف إلى مكة فوافقهم على مخالفة النبي صلى الله عليه وسلم (وهم لا يتقون) لا يخاون الله تعالى في نقض العهد 57 (فإما تثقفنهم) تجدنهم (في الحرب) قال مقاتل إن أدركتهم بالحرب وأسرتهم (فشرد بهم من خلفهم) قال ابن عباس فنكل بهم من ورائهم وقال سعيد بن جبير أنذر بهم من خلفهم وأصل التشريد التفريق والتبديد معناه فرق بهم جمع كل ناقض أي افعل بهؤلاء الذين نقضوا عهدك وجاؤا لحربك فعلا من القتل والتنكيل يفرق منك ويخافك من خلفهم من أهل مكة واليمن (لعلهم يذكرون)] تذكرون ويتعظون ويعتبرون فلا ينقضون العهد 58 (وإما تخافن) أي تعلمن يا محمد (من قوم) معاهدين (خيانة) نقض عهد بما يظهر لكم من آثار الغدر كما ظهر من قريظة والنضير (فانبذ إليهم) فاطرح إليهم عهدهم (على سواء) يقول أعلمهم قبل حربك إياهم أنك قد فسخت العهد بينك وبينهم حتى تكون أنت وهم في العلم بنقض العهد سواء فلا يتوهموا أنك نقضت العهد بنصب الحرب معهم (إن الله لا يحب الخائنين) أخبرنا محمد بن الحسن المروزي أنا أبو سهل محمد بن عمر بن طرفة السجري أنا أبو سليم الخطابي أنا أبو بكر محمد بن بكر بن محمد بن عبد الرزاق بن داسة التمار ثنا أبو داود سليمان بن الأشعث السجستاني ثنا حفص بن عمر النمر ثنا شعبة عن أبي الفيض عن سليم بن عامر عن رجل من حمير قال كان معاوية وبين الروم عهد وكان يسير نحو بلادهم حتى إذا انقضى العهد غزاهم فجاء رجل على
(٢٥٧)