تفسير البغوي - البغوي - ج ٢ - الصفحة ٢٧١
سورة التوبة (10 11) ينتظروا وقال قطرب لا يراعوا فيكم إلا قال ابن عباس والضحاك قرابة وقال يمان رحما وقال قتادة الإل الحلف وقال السدي هو العهد وكذلك الذمة إلا أنه كرر لاختلاف اللفظين وقال أبو مجلز ومجاهد الإل هو الله عز وجل وقال عبيد بن عمير يقرأ جبير إل بالتشديد يعني عبد الله وفي الخبر أن ناسا قدموا على أبي بكر من قوم مسيلمة الكذاب فاستقرأهم أبو بكر كتاب مسيلمة فقرأوا فقال أبو بكر رضي الله عنه إن هذا الكلام لم يخرج من إل أي من الله عز وجل والدليل على هذا التأويل قراءة عكرمة (لا يرقبون في مؤمن إيلا) بالياء يعني الله عز وجل مثل جبرائيل وميكائيل ولا ذمة أي عهدا (يرضونكم بأفواههم) أي يطيعونكم بألسنتهم خلاف ما في قلوبهم (وتأبى قلوبهم) الإيمان (وأكثرهم فاسقون) فإن قيل هذا في المشركين وكلهم فاسقون فكيف قال (وأكثرهم فاسقون) قيل أراد بالفسق نقض العهد ههنا وكان في المشركين من وفى بعهده وأكثرهم نقضوا فلهذا قال (وأكثرهم فاسقون) 9 (اشتروا بآيات الله ثمنا قليلا) وذلك أنهم نقضوا العهد الذي بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم بأكلة أطعمهم إياها أبو سفيان قال مجاهد أطعم أبو سفيان حلفاءه (فصدوا عن سبيله) فمنعوا الناس من الدخول في دين الله وقال ابن عباس رضي الله عنه إن أهل الطائف أمدوهم بالأموال ليقووهم على حرب رسول الله صلى الله عليه وسلم (إنهم ساء) بئس (ما كانوا يعملون) 10 (لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة) يقول لا تبقوا عليهم أيها المؤمنون كما لا يبقون عليكم لو ظهروا (وأولئك هم المعتدون) بنقض العهد 11 (فإن تابوا) من الشرك (وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم) فهم إخوانكم (في الدين) لهم ما لكم وعليهم ما عليكم (ونفصل الآيات) ونبين الآيات (لقوم يعلمون) قال ابن عباس حرمت هذه الآية دماء أهل القبلة قال ابن مسعود أمرتم بالصلاة والزكاة فمن لم يزك فلا صلاة له أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي أنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنا محمد بن يوسف ثنا محمد بن إسماعيل ثنا أبو اليمان الحكم بن نافع ثنا شعيب بن أبي حمزة عن الزهري ثنا عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسهعود أن أبا هريرة رضي الله عنه قال لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم واستخلف أبو بكر رضي الله عنه بعده وكفر من كفر من العرب قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه
(٢٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 266 267 268 269 270 271 272 273 274 275 276 ... » »»