كريم) الجنة فإن قيل أي معنى في تكرار هذه الآية قيل المهاجرون كانوا على طبقات فكان بعضهم أهل الهجرة الأولى وهم الذين هاجروا قبل الحديبية وبعضهم أهل الهجرة الثانية وهم الذين هاجروا بعد صلح الحديبية قبل فتح مكة وكان بعضهم ذا هجرتين هجرة الحبشة والهجرة إلى المدينة فالمراد من الآية الأولى الهجرة الأولى ومن الثانية الهجرة الثانية 75 قوله (والذين آمنوا من بعد وهاجروا وجاهدوا معكم فأولئك منكم) أي معكم يريد أنتم منهم وهو منكم (وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض) وهذا نسخ التوارث بالهجرة ورد الميراث إلى ذوي الأرحام قوله (في كتاب الله) أي في حكم الله عز وجل وقيل أراد بكتاب الله القرآن يعني القسمة التي بينها في سورة النساء (إن الله بكل شيء عليم سورة التوبة قال مقاتل هذه السورة مدنية كلها إلا آيتين من آخر السورة قال سعيد بن جبير قلت لابن عباس سورة التوبة قال هي الفاضحة ما زالت تتنزل فيهم حتى ظنوا أنها لم تبق أحدا منهم إلا ذكر فيها قال قلت سورة الأنفال قال تلك سورة بدر قال قلت سورة الحشر قال قل سورة بني النضير أخبرنا أبو سعيد أحمد بن إبراهيم الشريحي أنا أبو إسحق أحمد بن محمد إبراهيم الثعلبي أنبأنا أبو الحسين علي بن محمد بن الحسين الجرجاني أنبأنا أبو أحمد عبد الله بن عدي الحافظ أنبأنا أحمد بن علي بن المثنى ثنا عبيد الله القواريري ثنا يزيد بن زريع ثنا عوف بن أبي جميلة الأعرابي حدثني يزيد الفارسي حدثني ابن عباس رضي الله عنهما قال قلت لعثمان بن عفان رضي الله عنه ما حملكم على أن عمدتم إلى الأنفال وهي من المثاني وإلى براءة وهي من المئين فقرنتم بينهما ولم تكتبوا بينهما بسم الله الرحمن الرحيم ووضعتموها في السبع الطوال فقال عثمان إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان مما يأتي عليه الزمان وهو ينزل عليه السور ذوات العدد فإذا نزل عليه الشيء يدعو بعض من يكتب عنده فيقول ضعوا هذه الآية في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا بالمدنية وكانت براءة من آخر ما نزل وكانت قصتها شبيهة بقصتها وقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يبين لنا أنها منها فمن ثم قرنت بينهما ولم أكتب بينهما سطر بسم الله الرحمن الرحيم ووضعتها في السبع الطوال
(٢٦٥)