سورة التوبة (14 17) 14 (قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم) يقتلهم الله بأيديكم (ويخزهم) ويذلهم بالأسر والقهر (وينصركم عليهم ويشف صدور قوم) ويبرئ داء قلوب قوم (مؤمنين) مما كانوا ينالونه من الأذى منهم وقال مجاهد والسدي أراد صدور خزاعة حلفاء رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث أعانت قريش بني بكر عليهم حتى نكأ وافيهم فشفي الله صدورهم من بني بكر بالنبي صلى الله عليه وسلم وبالمؤمنين 15 (ويذهب غيظ قلوبهم) كربها ووجدها بمعونة قريش بني بكر عليهم ثم قال مستأنفا (ويتوب الله على من يشاء) فيهديه إلى الإسلام كما فعل بأبي سفيان وعكرمة بن أبي جهل وسهيل بن عمرو (والله عليم حكيم) روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوم فتح مكة ارفعوا السيف إلا خزاعة من بني بكر إلى العصر 16 قوله تعالى (أم حسبتم) أظننتم (أن تتركوا) قيل هذا خطاب للمنافقين وقيل للمؤمنين الذين شق عليهم القتال فقال أم حسبتم أن تتركوا فلا تؤمروا بالجهاد ولا تمتحنوا ليظهر الصادق من الكاذب (ولما يعلم الله) ولم ير الله (الذين جاهدوا منكم ولم يتخذوا من دون الله ولا رسوله ولا المؤمنين وليجة) بطانة وأولياء يوالونهم ويفشون إليهم أسرارهم وقال قتادة وليجة خيانة وقال الضحاك خديعة وقال عطاء أولياء وقال أبو عبيدة كل شيء أدخلته في شيء ليس منه فهو وليجة والرجل يكون في القوم وليس منهم وليجة الرجل من يختص بدخيلة أمره دون الناس يقال هو وليجتي وهم وليجتي للواحد والجمع (والله خبير بما تعملون) 17 قوله تعالى (ما كان للمشركين أن يعمروا مساجد الله) الآية قال ابن عباس رضي الله عنهما لما أسر العباس يوم بدر عيره المسلمون بالكفر وقطيعة الرحم واغلظ علي رضي الله عنه القول فقال العباس ما لكم تذكرون مساوينا ولا تذكرون محاسننا فقال له علي رضي الله عنه ألكم محاسن فقال نعم إنا لنعمر المسجد الحرام ونحجب الكعبة ونسقي الحاج فأنزل الله عز وجل ردا على العباس (ما كان للمشركين أن يعمروا الله) أي ما ينبغي للمشركين أن يعمروا مساجد
(٢٧٣)