سورة الأنفال (68 69) بيضاء قال ابن عباس قال عمر بن الخطاب فهوى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قال أبو بكر ولم يهو ما قلت فلما كان من الغد جئت فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر قاعدين يبكيان قلت يا رسول الله أخبرني من أي شيء تبكي أنت وصاحبك فإن وجدت بكاء بكيت وإن لم أجد بكاء تباكيت لبكائكما فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أبكي للذي عرض على أصحابك من أخذهم الفداء لقد عرض علي عذابهم أدنى من هذه الشجرة لشجرة قريبة من رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنزل الله تعالى (/ أ كان لنبي أن يكون له أ سرى حتى يثخن في الأرض) إلى قوله (فكلوا مما غنمتم حلالا طيبا) فأحل الله الغنيمة لهم بقوله أسرى جمع أسير مثل قتلى وقتيل قوله (حتى يثخن في الأرض) أي يبالغ قتال المشركين وأسرهم (تريدون) أيها المؤمنون (عرض الدنيا) بأخذكم الفداء (والله يريد الآخرة) يريد لكم ثواب الآخرة بقهركم المشركين ونصركم دين الله عز وجل (والله عزيز حكيم) وكان الفداء لكل أسير أربعين أوقية والأوقية أربعون درهما قال ابن عباس رضي الله عنهما كان هذا يوم بدر والمسلمون يومئذ قليل فلما كثروا واشتد سلطانهم وأنزل الله في الأسارى (فإما منا بعد وإما فداء) فجعل الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وسلم والمؤمنين في أمر ألأسارى بالخيار إن شاؤوا قتلوهم وإن شاؤوا قتلوهم وإن شاؤوا أعتقوهم وإن شاؤااستعبدوهم وإن شاؤوا فادوهم 68 قوله تعالى (لولا كتاب من الله سبق) قال ابن عباس كانت الغنائم حراما على الأنبياء والأمم فكانوا إذا أصابوا شيئا من الغنائم جعلوه للقربان فكانت تتنزل نار من السماء فتأكله فلما كان يوم بدر أسرع المؤمنون في الغنائم وأخذوا الفداء فأنزل الله عز وجل (لولا كتاب من الله سبق) يعني لولا قضاء من الله سبق في اللوح المحفوظ بأنه يحل لكم الغنائم وقال الحسن ومجاهد وسعيد بن جبير لولا كتاب من الله سبق أنه لا يعذب أحدا ممن شهد بدرا مع النبي صلى الله عليه وسلم وقال ابن جريح لولا كتاب من الله سبق أنه لا يضل قوما بعد إذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون الآية وأنه لا يأخذ قوما فعلوا أشياء بجهالة (لمسكم) لنا لكم وأصابكم (فيما أخذتم) من الفداء قبل أن تؤمروا به (عذاب عظيم) قال ابن إسحاق لم يكن من المؤمنين أحد ممن أ حضر إلا حب الغنائم إلا عمر بن الخطاب فإنه أشار على رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتل الأسرى وسعد بن معاذ قال يا رسول الله كان الاثخان في القتل إلي من استيفاء الرجال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو نزل عذاب من السماء ما نجا منهم غير عمر بن الخطاب وسعد بن معاذ 69 فقال الله تعالى (فكلوا مما غنمتم حلالا طيبا واتقوا الله إن الله غفور رحيم) ر وي أنه لما نزلت الآية الأولى كف أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أيديهم عما أخذوا من الفداء فنزل (فكلوا مما غنمتم) الآية
(٢٦٢)