تفسير البغوي - البغوي - ج ٢ - الصفحة ٢٧٥
سورة التوبة (19) غدا أو راح أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي أنبأنا أبو منصور محمد بن محمد بن سمعان ثنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن عبد الجبار الرياني ثنا حميد بن زنجويه ثنا أبو عاصم عن عبد الحميد بن جعفر حدثني أبي عن محمود بن لبيد أن عثمان بن عفان رضي الله عنه أراد بناء المسجد فكره الناس ذلك وأحبوا أن يدعه فقال عثمان سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول من بنى لله مسجدا بنى الله له بيتا كهيئته في الجنة أخبرنا الإمام أبو علي الحسين بن محمد القاضي أنا أبو طاهر الزيادي أنا محمد بن الحسن القطان ثنا علي بن محمد الدار بجردي ثنا أبو عاصم بهذا الإسناد وقال بنى الله له بيتا في الجنة 19 قوله (أجعلتم سقاية الحاج) أخبرنا أبو سعيد أحمد بن إبراهيم الشريحي ثنا أبو إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي ثنا عبد الله بن حامد بن محمد الوزان ثنا أحمد بن محمد بن جعفر بن محمد بن عبيد الله المنادي ثنا أبو داود سليمان بن الأشعث السجستاني ثنا أبو توبة الربيع بن نافع الحلبي ثنا معاوية بن سلام عن زيد بن سلام عن أبي سلام ثنا النعمان بن بشير قال كنت عند منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رجل ما أبالي أن لا أعمل عملا بعد أن أسقي الحاج وقال الآخر ما أبالي أن لا أعمل عملا بعد أن أعمر المسجد الحرام وقال الآخر الجهاد في سبيل الله أفضل مما قلتما فزجرهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقال لا ترفعوا أصواتكم عند منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يوم الجمعة ولكن إذا صليت دخلت فاستفتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما اختلفتم فيه ففعل فأنزل الله عز وجل (أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام) إلى قوله (والله لا يهدي القوم الظالمين) وقال ابن عباس رضي الله عنهما قال العباس حين أسر يوم بدر لئن كنتم سبقتمونا بالإسلام والهجرة والجهاد لقد كنا نعمر المسجد الحرام ونسقي الحاج فأنزل الله تعالى هذه الآية وأخبرنا أن عمارتهم المسجد الحرام وقيامهم على السقاية لا تنفعهم مع الشرك بالله والإيمان بالله والجهاد مع النبي صلى الله عليه وسلم خير مما هم عليه وقال الحسن والشعبي ومحمد بن كعب القرظي نزلت في علي بن أبي طالب والعباس بن عبد المطلب وطلحة بن شيبة افتخروا فقال طلحة أنا صاحب البيت بيدي مفتاحه وقال العباس أنا صاحب السقاية والقائم عليها وقال علي ما أدري ما تقولون لقد صليت إلى القبلة ستة أشهر قبل الناس وأنا صاحب الجهاد فأنزل الله عز وجل هذه الآية (أجعلتم سقاية الحاج) و (سقاية) مصدر كالرعاية والحماية قوله (وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر) فيه اختصار تقديره أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كإيمان من آمن بالله وجهاد من جاهد في سبيل الله وقيل السقاية والعمارة بمعنى الساقي العامر وتقديره أجعلتم ساقي الحاج وعامر المسجد الحرام كمن آمن
(٢٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 270 271 272 273 274 275 276 277 278 279 280 ... » »»