سورة الأنفال (66 67) 66 (الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا) أي ضعفا في الواحد عن قتال العشرة وفي المائة عن قتال الألف وقرأ أبو جعر (ضعفاء) بفتح العين والمد على الجمع وقرأ الآخرون بسكون العين (فإن يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين) من الكفار (وإن يكن منكم ألف يغلبوا ألفين بإذن الله والله مع الصابرين) فرد من العشرة إلى الاثنين فإن كان المسلمون على الشطر من عدوهم لا يجوز لهم أن يفروا وقال سفيان قال ابن شبرمة وأرى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مثل هذا قرأ أهل الكوفة (وإن يكن منكم مائة) بالياء فيهما وافق أهل البصرة في الأول والباقون بالتاء فيهما وقرأ عاصم و حمزة (ضعفاء) بفتح الضاد ههنا وفي سورة الروم والباقون بضمها 67 وقوله تعالى (ما كان لنبي أن يكون له أسرى) قر أ أبو جعفر وأهل البصرة (تكون) بالتاء والباقون بالياء وقرأ أبو جعفر (أسارى) والآخرون (أسرى) وروى الأعمش عن عمر بن مرة عن أبي عبيدة عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال لما كان يوم بد ر وجئ بالأسرى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما تقولون في هؤلاء فقال أبو بكر يا رسول الله قومك وأهلك فاستبقهم واستأذن بهم لعل الله أن يتوب عليهم وخذ منهم فدية تكون لنا قوة على الكفار وقال عمر رضي الله عنه يا رسول الله كذبوك وأخرجوك فدعهم نضرب أعناقهم مكن عليا من عقيل فيضرب عنقه ومكني من فلان نسيب لعمر فاضرب عنقه فإن هؤلاء أئمة الكفر وقال عبد الله بن رواحة يا رسول الله انظر واديا كثير الحطب فأدخلهم فيه ثم أضرم عليهم نارا فقال له العباس قطعت رحمك فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يجبهم ثم دخل قال ناس يأخذ بقول أبي بكر وقال ناس يأخذ بقول عمر وقال ناس يأخذ بقو ل ابن رواحة ثم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إن الله تعالى ليلين قلوب رجال حتى تكون ألين من اللبن ويشدد قلوب رجال حتى تكون أشد من الحجارة وإن مثلك يا أبا بكر مثل إبراهيم قال فمن تبعني فإنه منى ومن عصاني فإنك غفور رحيم ومثلك يا أبا بكر مثل عيسى قال (إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم) وإن مثلك يا عمر مثل نوح قال (رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا) ومثلك يا عبد الله بن رواحة مثل موسى قال ربنا اطمس على أموالهم واشدد على قلوبهم الآية ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنتم اليوم عالة فلا يفلتن منهم أحد إلا بفداء أو ضرب عنق قال عبد الله ابن مسعود إلا سهيل بن بيضاء فإني سمعته يذكر الإسلام فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم فما رأيتني في يوم أخوف من أن تقع علي الحجارة من السماء من ذلك اليوم حتى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا سهيل بن
(٢٦١)