سورة الأنفال (45 46) المنام أن العد و قليل قبل لقاء العدو وأخبر أصحابه بما ر أي فلما التقوا ببدر قلل الله المشركين في أعين المؤمنين قال ابن مسعود رضي الله عنه لقد قللوا في أعيننا حتى قلت لر جل إلى جنبي أتراهم سبعين قال أراهم مائة فأسرنا رجلا فقلنا كم كنتم قال ألفا (ويقللكم) يا معش ر المؤمنين (في أعينهم) قال السدي قال ناس من المشركين إن العير قد انصرفت فارجعوا فقال أبو جهل الآن إذا برز لكم محمد وأصحابه فلا ترجعوا حتى تستأصلوهم إنما محمد وأصحابه أكلة جزور فلا تقتلوهم وأربطوهم بالحبال يقوله من القدرة التي في نفسه قال الكلبي استقل بعضهم بعضا ليجترؤا على القتال فقلل المشركين في أعين المؤمنين لكي لا يجننبوا وقلل المؤمنين في أعين المشركين لكي لا يهربوا (ليقضي الله أمرا) من إعلاء الإسلام وإعزاز أهله وإ ذلال الشرك وأهله (كان مفعولا) كائنا (و إلى الله ترجع الأمور) 45 قوله تعالى (] أ أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة) أي جماعة كافرة (فاثبتوا) لقتالهم (واذكروا الله كثيرا) أي ادعوا الله بالنصر والظفر بهم (لعلكم تفلحون) أي كونوا على رجاء الفلاح 46 (وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا) لا تختلفوا (فتفشلوا) أي تجبنوا أو تضعفوا (وتذهب ريحكم) قال مجاهد نصرتكم وقال السدي جراءتكم وجدكم وقال مقاتل بن حيان حدتكم وكان النضر بن شميل قوتكم وقال الأخفش دولتكم والريح ها هنا كناية عن نفاذ الأمر وجريانه على المراد تقول العرب هبت ريح فلان إذا أقبل أمره على ما يريد قال قتادة وابن زيد هو ريح النصر لم يكن نصر قط إلا بريح يبعثها الله عز وجل تضرب وجوه العدو ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم نصرت بالصبا وأهلكت عاد بالدبور وعن النعمان بن مقرن قال شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان إذا لم يقاتل أول النهار انتظر حتى تزول الشمس وتهب الرياح وينزل النصر قوله عز وجل (واصبروا إن الله مع الصابرين) أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي أنا أحمد بن يوسف ثنا محمد بن إسماعيل ثنا عبد الله بن محمد ثنا معاوية بن عمرو ثنا إسحاق عن موسى بن عقبة عن سالم أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله وكان كاتبا له قال كتب إليه عبد الله بن أبي أوفى فقرأته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أيامه التي لقي فيها العدو انتظر حتى مالت الشمس ثم قام في الناس فقال يا أيها الناس لا تتمنوا
(٢٥٣)