تفسير البغوي - البغوي - ج ٢ - الصفحة ٢٦٠
سورة الأنفال (61 65) 61 قوله تعالى (وإن جنحوا للسلم) أي مالوا إلى الصلح (فاجنح لها) أي مل إليها وصالحهم روي عن قتادة والحسن أن هذه الآية منسوخة بقوله تعالى (اقتلوا المشركين حيث وجدتموهم) (وتوكل على الله) ثم بالله (إنه هو السميع العليم) 62 (وإن يريدوا أن يخدعوك) يغدروا ويمكروا بك قال مجاهد يعني بني قر يظة (فإن حسبك الله) كافيك الله (هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين) أي بالأنصار 63 (وألف بين قلوبهم) أي بين الأوس والخزرج كانت بينهم إحن وتارات في الجاهلية فصيرهم الله إخوانا بعد أن كانوا أعداء (لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله الف بينهم إنه عزيز حكيم) 64 قوله تعالى (يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين) قال سعيد بن جبير أسلم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة وثلاثون رجلا وست نسوة ثم أسلم عمر بن الخطاب فتم به الأر بعون فنزلت هذه الآية واختلفوا في محل (من) فقال أكثر المفسرين محله خفض عطفا على الكاف في قوله (حسبك الله) وحسب من اتعك وقال بعضهم هو رفع عطفا على اسم الله معناه حسبك الله ومتبعوك من المؤمنين 65 قوله تعالى (يا أيها النبي حرض المؤمنين على القتال) أي حثهم على القتال (إن يكن منكم عشرون) رجلا (صابرون) محتسبون (يغلبوا مائتين) من عدوهم يقهروهم (وإن يكن منكم مائة) صابرة محتسبة (يغلبوا ألفا من الذين كفروا) ذلك (بأنهم قوم لا يفقهون) أي إن المشركون يقاتلون على غير احتساب ولا طلب ثواب ولا يثبتون إذا صدقتموهم القتال خشية أن يقتلوا وهذا خبر بمعنى الأمر وكان هذا يوم بدر فرض الله على الرجل الواحد من المؤمنين قتال عشرة من الكافرين فثقلت أعلى المؤمنين فخفف الله عنهم فنزل
(٢٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 255 256 257 258 259 260 261 262 263 264 265 ... » »»