وكيف يجتمع هذا علم قليل وخير كثير، فأنزل الله تعالى - ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام - الآية.
* قوله تعالى: (إن الله عنده علم الساعة) نزلت في الحارث بن عمرو بن حارثة ابن محارب بن حفصة من أهل البادية أتى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله عن الساعة ووقتها، وقال: إن أرضنا أجدبت، فمتى ينزل الغيث وتركت امرأتي حبلى فماذا تلد؟
وقد علمت أين ولدت فبأي أرض أموت؟ فأنزل الله تعالى هذه الآية.
أخبرنا أبو عثمان سعيد بن محمد المؤذن قال: أخبرنا محمد بن حمدون بن الفضل قال:
أخبرنا أحمد بن الحسن الحافظ قال: أخبرنا حمدان السلمي قال: حدثنا النضر بن محمد قال: حدثنا عكرمة قال: حدثنا إياس بن سلمة قال: حدثني أبي أنه كان مع النبي صلى الله عليه وسلم إذ جاء رجل بفرس له يقودها عقوق ومعها مهرة له يبيعها، فقال له: من أنت؟ قال: أنا نبي الله، قال: ومن نبي الله؟ قال رسول الله، قال متى تقوم الساعة؟
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: غيب ولا يعلم الغيب إلا الله، قال: متى تمطر السماء؟
قال غيب ولا يعلم الغيب إلا الله، قال: ما في بطن فرسي هذه؟ قال: غيب ولا يعلم الغيب إلا الله قال: أرني سيفك، فأعطاه النبي صلى الله عليه وسلم سيفه فهزه الرجل ثم رده إليه فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أما إنك لم تكن تستطيع الذي أردت، قال: وقد كان الرجل، قال: أذهب إليه فأسأله عن هذه الخصال، ثم أضرب عنقه.
أخبرنا أبو عبد الله بن إسحاق قال: أخبرنا أبو عمرو محمد بن جعفر بن مطر قال:
أخبرنا محمد بن عثمان بن أبي سويد قال: حدثنا أبو حذيفة قال: حدثنا سفيان الثوري، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مفاتيح الغيب خمسة لا يعلمهم إلا الله تعالى، لا يعلم متى تقوم الساعة إلا الله، ولا يعلم ما تغيض الأرحام إلا الله، ولا يعلم ما في غد إلا الله، ولا يعلم بأي أرض تموت إلا الله، ولا يعلم متى ينزل الغيث إلا الله. رواه البخاري، عن محمد بن يوسف عن سفيان.