المغنيات ولا بيعهن وأثمانهن حرام، وفي مثل هذا نزلت هذه الآية - ومن الناس من يشترى لهو الحديث ليضل عن سبيل الله - إلى آخر الآية. وما من رجل يرفع صوته بالغناء إلا بعث الله تعالى عليه شيطانين، أحدهما على هذا المنكب والآخر على هذا المنكب، فلا يزالان يضربان بأرجلهما حتى يكون هو الذي يسكت.
وقال ثور بن أبي فاختة عن أبيه، عن ابن عباس: نزلت هذه الآية في رجل اشترى جارية تغنيه ليلا ونهارا.
* قوله تعالى: (وإن جاهداك على أن تشرك بي) نزلت في سعد بن أبي وقاص، على ما ذكرناه في سورة العنكبوت.
* قوله تعالى: (واتبع سبيل من أناب إلي) نزلت في أبي بكر رضي الله عنه ، قال عطاء، عن ابن عباس: يريد أبا بكر، وذلك أنه حين أسلم أتاه عبد الرحمن ابن عوف وسعد بن أبي وقاص وسعيد بن زيد وعثمان وطلحة والزبير فقالوا لأبي بكر رضي الله عنه: آمنت وصدقت محمدا عليه الصلاة والسلام؟ فقال أبو بكر: نعم، فأتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فآمنوا وصدقوا، فأنزل الله تعالى يقول لسعد - واتبع سبيل من أناب إلي - يعني أبا بكر رضي الله عنه.
* قوله تعالى: (ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام) قال المفسرون سألت اليهود رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الروح، فأنزل الله - ويسئلونك عن الروح قل الروح من أمر ربي، وما أوتيتم من العلم إلا قليلا - فلما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة أتاه أحبار اليهود فقالوا: يا محمد بلغنا عنك أنك تقول - وما أوتيتم من العلم إلا قليلا - أفتعنينا أم قومك؟ فقال كلا قد عنيت، قالوا: ألست تتلو فيما جاءك إنا قد أوتينا التوراة وفيا علم كل شئ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
هي في علم الله سبحانه قليل، ولقد آتاكم الله تعالى ما إن عملتم به انتفعتم به فقالوا:
يا محمد كيف تزعم هذا أنت تقول - ومن يؤت الحكمة فقد أوتى خيرا كثيرا -