تفسير شبر - السيد عبد الله شبر - الصفحة ٨٠
الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله ثم لا يتبعون ما أنفقوا منا ولا أذى لهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون * (262) * قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذى والله غنى حليم * (263) * يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقتكم بالمن والأذى كالذي ينفق ماله رئاء الناس ولا يؤمن بالله واليوم الآخر فمثله كمثل صفوان عليه تراب فأصابه وابل فتركه صلدا لا يقدرون على شئ مما كسبوا والله لا يهدى القوم الكافرين * (264) * ومثل الذين ينفقون أموالهم ابتغاء مرضاة الله وتثبيتا من أنفسهم كمثل جنة) * بربوة أصابها وابل فاتت أكلها ضعفين فإن لم يصبها وابل فطل والله بما تعملون بصير * (265) * أيود أحدكم أن تكون له جنة من نخيل وأعناب تجرى من تحتها الأنهار له فيها من كل الثمرات وأصابه الكبر وله ذرية ضعفاء فأصابها إعصار فيه نار فاحترقت كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون * (266) * يا أيها الذين آمنوا أنفقوا من طيبات ما كسبتم ومما أخرجنا لكم من الأرض ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون ولستم بآخذيه
____________________
إلى حمارك) كيف تفرقت عظامه وتفتت (ولنجعلك آية) حجة (للناس وانظر إلى العظام كيف تنشزها (1)) نرفع بعضها إلى بعض (ثم نكسوها لحما فلما تبين له) أمر الإحياء أو كمال قدرة الله (قال أعلم (2) أن الله على كل شئ قدير) وقرئ أعلم أمرا (وإذ قال إبراهيم (3) رب أرني (4) كيف تحيي الموتى (5)) سأل ذلك ليصير علمه عيانا (قال أولم تؤمن (6)) بقدرتي على الإحياء (قال بلى (7) ولكن ليطمئن (8) قلبي) بمضامة العيان إلى الوحي والبيان وروي ليطمئن قلبي على الخلة لأن الله أوحى إليه: إني متخذ من عبادي خليلا إن سألني إحياء الموتى أجبته فوقع في نفسه أنه ذلك الخليل فسأل ما سأل (قال فخذ أربعة من الطير) الطاوس والديك والحمامة والغراب (فصرهن (9)) أضممهن (إليك) وقرئ بكسر الصاد لتتأملها فلا تلبس عليك بعد الإحياء فقطعهن واخلطهن واجعل مناقرهن بين أصابعك (ثم اجعل على كل جبل) وكانت الجبال عشرة وقيل أربعة (منهن جزءا (10) ثم أدعهن) قل لهن: تعالين بإذن الله (يأتينك (11) سعيا) ساعيات مسرعات طيرانا أو مشيا، فتطايرت تلك الأجزاء بعضها إلى بعض حتى استوت الأبدان (واعلم أن الله عزيز) لا يعجزه شئ (حكيم) في أفعاله وأقواله (مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله) في وجوه البر أي مثل نفقتهم (كمثل حبة) أو مثلهم كمثل باذر حبة (أنبت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف (12) لمن يشاء والله واسع عليم الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله ثم لا يتبعون ما أنفقوا منا) بالاعتداد بالإحسان (ولا أذى) بالتطاول بالإنعام (لهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم (13) ولاهم يحزنون قول معروف) رد جميل (ومغفرة) ستر على السائل أو عفو من الحاجة (خير من صدقة يتبعها أذى (14) والله غني) عن إنفاقكم (حليم) لا يعجل بعقوبة من يمن ويؤذي (يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم) أجرها (بالمن والأذى) المنافقين للإخلاص (كالذي ينفق ماله رئاء الناس) كإبطال المنافق المرائي بإنفاقه (ولا يؤمن (16) بالله واليوم الآخر فمثله) المرائي (كمثل صفوان) حجر أملس (عليه تراب فأصابه وابل) مطر عظيم القطر (فتركه صلدا) أجرد لا تراب عليه (لا يقدرون على شئ مما كسبوا) لا يجدون ثواب ما عملوا رياء والضمير للذي ينفق مرادا به الجنس أو الفريق (والله لا يهدي القوم الكافرين) لا يقسرهم على الطاعة وفيه تعريض بأن المن والرياء من صفة الكافر لا المؤمن (ومثل الذين ينفقون أموالهم ابتغاء مرضاة (17) الله وتثبيتا من أنفسهم) توطينا لها على الثبات على طاعة الله (كمثل حبة) أي مثل نفقتهم في النمو كمثل بستان (بربوة (18)) موضع مرتفع إذ شجرة أنضر وثمره أكثر (أصابها وابل) مطر

(1) ينشرها: بضم الياء وسكون النون بعدها شين مكسورة وراء مضمومة وهاء بعدها ألف.
(2) قال اعلم: بسكون العين والميم (3) إبراهام.
(4) أرني: بسكون الراء.
(5) الموتى. بكسر التاء.
(6) تومن.
(7) بلى. بكسر اللام.
(8) ليطمين.
(9) فصرهن. بكسر الصاد.
(10) جزاء. بفتح الزاي المشددة منونة وجزء بضم الجيم والزاي وفتح الهمزة منونة (11) يأتيك.
(12) يضعف. بفتح الضاد وتشديد العين.
(13) عليهم. بضم الهاء.
(14) اذى. بكسر الذال.
(15) ولا يؤمن.
(16) بالهاء وقفا مع الإمالة.
(17) بربوة. بضم الراء.
(٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 ... » »»