تفسير شبر - السيد عبد الله شبر - الصفحة ٧٨
ولكن الله ذو فضل على العالمين * (251) * تلك آيات الله نتلوها عليك بالحق وإنك لمن المرسلين * (252) * تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجت وآتينا عيسى ابن مريم البينات وأيدناه بروح القدس ولو شاء الله ما اقتتل الذين من بعدهم من بعد ما جاءتهم البينات ولكن اختلفوا فمنهم من آمن ومنهم من كفر ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكن الله يفعل ما يريد * (253) * يا أيها الذين آمنوا أنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة والكافرون هم الظالمون * (254) * الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم له ما في السماوات وما في الأرض من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشئ من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه السماوات والأرض ولا يوده حفظهما وهو العلي العظيم * (255) * لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغى فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم * (256) * الله ولى الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت
____________________
رجلا منهم من اغترف ومنهم من لم يشرب والذين شربوا كانوا ستين ألفا (فلما جاوزه هو) تخطى النهر طالوت (والذين آمنوا معه قالوا) قال الذين اغترفوا منه (لا طاقة لنا اليوم بجالوت وجنوده) لكثرتهم وقوتهم (قال الذين يظنون) يتيقنون (أنهم ملاقوا الله) وهم الذين لم يشربوا (كم من فئة (1) قليلة غلبت فئة (1) كثيرة بإذن الله) بأمره ونصره (والله مع الصابرين) بالنصر. (ولما برزوا لجالوت وجنوده قالوا ربنا أفرغ علينا صبرا وثبت أقدامنا) في مداحض الحرب (وانصرنا على القوم الكافرين) بذلك وبإلقاء الرعب في قلوبهم (فهزموهم بإذن الله) بنصره (وقتل داود جالوت) وزوجه طالوت بنته (وآتاه الله الملك) في الأرض المقدسة ولم يجتمعوا على ملك قبل داود (والحكمة) النبوة (وعلمه مما يشاء) كمنطق الطير والسرد (ولولا دفع (2) الله الناس بعضهم ببعض) بدفع الهلاك بالبر عن الفاجر أو بنصر المسلمين على الكفار (لفسدت الأرض) بغلبة المفسدين فيها (ولكن الله ذو فضل على العالمين) في دينهم وديارهم (تلك) القصص المذكورة (آيات الله) دلائله (نتلوها عليك بالحق) بالصدق الذي لا يشك فيه أحد (وإنك لمن المرسلين) لأخبارك بها ولم تقرأ ولم تسمع (تلك الرسل) إشارة إلى جماعة الرسل المذكورة في السورة أو المعلومة له صلى الله عليه وآله وسلم) فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله) كموسى (ورفع بعضهم درجات) كمحمد خص بالعلوم الوافرة والآيات الباهرة والدعوة العامة والمعجزة المستمرة (وآتينا عيسى بن مريم البينات وأيدناه بروح القدس (3)) خصه وموسى لوضوح معجزاتهما وعظمها (ولو شاء الله) مشيئة إلجاء (ما اقتتل الذين من بعدهم) من بعد الرسل (من بعد ما جاءتهم البينات) الحجج الواضحة لاختلافهم في الدين وتكفير بعضهم بعضا (ولكن اختلفوا فمنهم من آمن) بتوفيقه (ومنهم من كفر) بخذلانه (ولو شاء الله ما اقتتلوا) كرر تأكيدا (ولكن الله يفعل ما يريد) من العصمة والخذلان (يا أيها الذين آمنوا أنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي يوم) الموت (لا بيع (4) فيه) فينتفع به (ولا خلة (5)) فيسامح لأجلها (ولا شفاعة (6) إلا لمن أذن له الرحمن حتى تتكلوا على شفيع يشفع لكم (والكافرون) أي التاركون للزكاة عبر عنهم به تغليظا (هم الظالمون) لأنفسهم (الله لا إله إلا هو الحي (7)) الذي يصح أن يعلم ويقدر (القيوم) الدائم القيام بتدبير الخلق وحفظه (لا تأخذه سنة) فتور يتقدم النوم فلذا قدم على (ولا نوم) والقياس العكس والجملة نفي للتشبيه وتأكيد للقيوم إذ لا تدبير ولا حفظ لمن ينعس أو ينام (له ما في السماوات وما في الأرض) ملكا وملكا (من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه) بيان لكبريائه أي لا أحد يتمالك يوم القيامة أن يشفع لأحد إلا بإذنه (يعلم ما بين أيديهم) ما كان (وما خلفهم) ما لم يكن بعد أو ما قبلهم وما بعدهم أو عكسه أو أمور الدنيا والآخرة أو عكسه، والضمير لما في السماوات والأرض تغليبا للعقلاء أو لما دل عليه من الملائكة

(1) فية: بفتح الياء.
(2) دفاع.
(3) القدس: بسكون الدال.
(4) لا بيع بفتح العين بدون تنوين.
(5) ولا حلة.
(6) ولا شفاعة: بفتح التاء بدون تنوين فيهما.
(7) إلا هو الحي: بسكون الواو.
(٧٨)
مفاتيح البحث: القتل (1)، الشفاعة (2)، البيع (2)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 ... » »»