تفسير شبر - السيد عبد الله شبر - الصفحة ٨٤
سفيها أو ضعيفا أو لا يستطيع أن يمل هو فليملل وليه بالعدل واستشهدوا شهيدين من رجالكم فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى ولا يأب الشهداء إذا ما دعوا ولا تسموا أن تكتبوه صغيرا أو كبيرا إلى أجله ذالكم أقسط عند الله وأقوم للشهادة وأدنى ألا ترتابوا إلا أن تكون تجارة حاضرة تديرونها بينكم فليس عليكم جناح ألا تكتبوها وأشهدوا إذا تبايعتم ولا يضار كاتب ولا شهيد وإن تفعلوا فإنه فسوق) * بكم واتقوا الله ويعلمكم الله والله بكل شئ عليم * (282) * وإن كنتم على سفر ولم تجدوا كاتبا فرهن مقبوضة فإن أمن بعضكم بعضا فليؤد الذي اؤتمن أمنته وليتق الله ربه ولا تكتموا الشهادة ومن يكتمها فإنه آثم قلبه والله بما تعملون عليم * (283) * لله ما في السماوات وما في الأرض وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله على كل شئ قدير * (284) * آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملئكته وكتبه ورسله
____________________
سفيها) ناقص العقل مبذرا (أو ضعيفا) في بدنه أو فهمه أو علمه (أو لا يستطيع أن يمل هو) باشتغاله بما يهمه (فليملل وليه) نائبة والقيم بأمره (بالعدل) بلا حيف على المكتوب له وعليه (واستشهدوا شهيدين من رجالكم) المسلمين (فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء) في دينه وأمانته وتيقظه (أن (1) تضل إحداهما (2)) الشهادة بأن تنسها (فتذكر إحداهما الأخرى (3)) وعلة اعتبار تعدد المرأة التذكير لكن جعل الضلال علة لكونه سببا له كأنه قيل: إرادة أن تذكر إحداهما الأخرى أن ضلت (ولا يأب (4) الشهداء إذا ما دعوا) لإقامة الشهادة أو تحملها وسموا شهداء لمجاز المشاركة (ولا تسئموا) لا تملوا (أن تكتبوه) الدين أو الحق (صغيرا) كان (أو كبيرا إلى أجله) المسمى (ذلكم) أي الكتاب (أقسط) أعدل (عند الله وأقوم) وأثبت (للشهادة وأدنى (5) ألا ترتابوا) وأقرب إلى أن لا تشكوا في قدر الدين وأجله (إلا أن تكون) التجارة (تجارة حاضرة (6)) حالة (تديرونها) تتعاطونها (بينكم) يدا بيد والاستثناء من التداين والتعامل أي وإن كانت المعاملة يدا بيد (فليس عليكم جناح ألا تكتبوها) لبعدها عن الشك والتنازع (وأشهدوا إذا تبايعتم) مطلقا للاحتياط والأمر للاستحباب أو الإرشاد (ولا يضار كاتب ولا شهيد) نهاهما عن ترك الإجابة والتحريف في الكتابة والشهادة إن بني للفاعل أو نهي عن الضرار بها باستعجالهما عن مهم أو تكليف الكاتب قرطاسا ونحوه أو الشهيد الشاهد مئونة مجيئه من بلده إن بني للمفعول (وإن تفعلوا) المضارة (فإنه فسوق) خروج عن الطاعة لاحق (بكم واتقوا الله) في أوامره ونواهيه (ويعلمكم الله) ما فيه مصالحكم ويشعر بأن التقوى تورث العلم النافع (والله بكل شئ عليم) ولعل تكرار لفظ الله في الجمل الثلاث لكونه أدخل في التعظيم من الضمير (وإن كنتم على سفر) مسافرين (ولم تجدوا كاتبا فرهان (7) مقبوضة) تقوم مقام الوثيقة أو فالوثيقة رهان وتقيد الارتهان بالسفر وعدم وجدان الكاتب خرج مخرج الغالب وظاهره اعتبار القبض كما عليه أكثر الأصحاب ومالك وقرئ رهن كسقف وكلاهما جمع رهن معنى المرهون (فإن أمن بعضكم بعضا) وثق الدائن بالمديون ولم يرتهن منه (فليؤد (8) الذي اؤتمن أمانته) أي دينه الذي ائتمنه عليه وسمي أمانة لذلك (وليتق الله ربه ولا تكتموا الشهادة) أيها الشهود (ومن يكتمها) مع تمكنه من أدائها (فإنه آثم) كافر (قلبه) أسند الإثم إلى القلب لأن الكتمان فعله، أو لأنه رئيس الأعضاء (والله بما تعملون عليم) ترهيب (لله ما في السماوات وما في الأرض) ملكا وخلقا (وإن تبدوا ما في أنفسكم) من السوء (أو تخفوه يحاسبكم به الله) في القيامة (فيغفر (9) لمن يشاء) فضلا (ويعذب (10) من يشاء) عدلا (والله على كل شئ قدير) على المغفرة والعذاب (آمن الرسول بما أنزل إليه من ربا والمؤمنون (11)

(1) ين بابدال الهمزة الثانية ياء في الوصل.
(2) إحديهما.
(3) فتذكر - فتذكر: بكسر الكاف وفتح الراء أو ضمها (4) ولا ياب.
(5) وأدنى: بكسر النون بعدها ياء.
(6) تجارة حاضرة: بضم التاء المربوطة منونة فيهما.
(7) فرهن: بضم الراء والهاء (كسقف).
(8) فليود.
(9) فيغفر بسكون الراء.
(10) ويعذب بكسر الذال وسكون الباء.
(11) والمؤمنون.
(٨٤)
مفاتيح البحث: الشهادة (5)، التجارة (2)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 ... » »»