تفسير شبر - السيد عبد الله شبر - الصفحة ٨٥
لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير * (285) * لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين * (286) * (3) سورة آل عمران مدنية وآياتها 200 نزلت بعد الأنفال بسم الله الرحمن الرحيم ألم * (1) * الله لا إله إلا هو الحي القيوم * (2) * نزل عليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه وأنزل التوراة والإنجيل * (3) * من قبل هدى للناس وأنزل الفرقان إن الذين كفروا بآيات الله لهم عذاب شديد والله عزيز ذو انتقام * (4) * إن الله لا يخفى عليه شئ في الأرض ولا في السماء * (5) * هو الذي يصوركم في الأرحام كيف يشاء لا إله إلا هو العزيز الحكيم * (6) هو الذي أنزل عليك الكتاب
____________________
كل منهم (آمن بالله وملائكته وكتبه (1) ورسله) وقرئ وكتابه أي القرآن أو الجنس قائلين (لا نفرق بين أحد) بمعنى الجمع لوقوعه في سياق النفي ولذا دخل عليه بين (من رسله) أي نؤمن بجميعهم (وقالوا سمعنا) قولك (وأطعنا) أمرك (غفرانك ربنا) اغفر غفرانك (وإليك المصير) المرجع بعد الموت (لا يكلف الله نفسا) فيما افترض عليها (إلا وسعها) ما تتسع فيه طاقتها ولا تضيق عنه أي ما دونها (لها ما كسبت) من خير (وعليها ما اكتسبت) من شر لا يثاب بطاعتها ولا يؤاخذ بذنبها وخص الكسب بالخير والاكتساب بالشر لأن في الاكتساب اعتمالا والشر تشتهيه النفس الأمارة فهي أعمل في تحصيله بخلاف الخير وفيه إشعار بأن أدنى خير ينفعها والشر القليل غير ضار بل الذي يضرها كثيرة لأن كثرة المباني تدل على كثرة المعاني وفيه إشارة إلى أن الصغاير مكفرة بترك الكبائر (ربنا لا تؤاخذنا (2) إن نسينا أو أخطأنا (3)) إن تعرضنا لما يؤدي بنا إلى نسيان أو خطأ من تفريط أو إغفال أو إن تركنا أو أذنبنا أو يكون الدعاء به لاستدامة فضله (ربنا ولا تحمل علينا إصرا) ثقلا أي تكليفا شاقا (كما حملته على الذين من قبلنا) كتكليف بني إسرائيل بقتلهم أنفسهم وقرض ما أصابه البول من أبدانهم بالمقاريض (ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا) الأولى بنا (فانصرنا على القوم الكافرين) فمن حق المولى أن ينصر عبيده على أعدائهم.
(سورة آل عمران مدنية مائتا آية) (بسم الله الرحمن الرحيم (ألم) مر تأويله (4) وعن الصادق (عليه السلام) معناه أنا الله المجيد (الله لا إله إلا هو الحي القيوم) روي أنه اسم الله الأعظم (نزل عليك الكتاب) القرآن (بالحق) بالصدق في إخباره أو بما يحقق إنه منه تعالى وهو حال وكذا (مصدقا لما بين يديه) من الكتاب (وأنزل التوراة (5) والإنجيل) جملة على موسى وعيسى (من قبل) قبل تنزيل القرآن (هدى (6) للناس) لقومهما (وأنزل الفرقان) كل آية محكمة في الكتاب أو ما يفرق به بين المحق والمبطل أو القرآن وكرر ذكره بوصفه المادح تعظيما لشأنه (إن الذين كفروا بآيات الله) من كتبه وغيرهما (لهم عذاب شديد) بكفرهم (والله عزيز) غالب (ذو انتقام) لا يقدر على مثله أحد (إن الله لا يخفى (7) عليه شئ) كلي أو جزئي إيمان أو كفر كائن (في الأرض ولا في السماء) أي في العالم فعبر عنه بهما إذ الحس لا يتجاوزهما (هو الذي يصوركم في الأرحام كيف يشاء) من حسن أو قبيح ذكر أو أنثى تقرير للقيومية وإثبات لعلمه تعالى بإتقان فعله في تصوير الجنين (لا إله إلا هو) لا يعلم غيره علمه ولا يقدر قدرته (العزيز) في سلطانه (الحكيم) في أفعاله (هو الذي أنزل عليك الكتاب

(1) وكتابه (2) تؤاخذنا.
(3) أو أخطانا.
(4) انظر الآية (1) البقرة.
(5) التورية.
(6) هدى: بكسر الدال.
(7) لا يحفى: بكسر الفاء.
(٨٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 ... » »»