تفسير شبر - السيد عبد الله شبر - الصفحة ٦٩
واستغفروا الله إن الله غفور رحيم * (199) * فإذا قضيتم منسككم فاذكروا الله كذكركم آباءكم أو أشد ذكرا فمن الناس من يقول ربنا آتنا في الدنيا وما له في الآخرة من خلق * (200) * ومنهم من يقول ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار * (201) * أولئك لهم نصيب مما كسبوا والله سريع الحساب * (202) *، واذكروا الله في أيام معدودات فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه لمن اتقى واتقوا الله واعلموا أنكم إليه تحشرون * (203) * ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام * (204) * وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد * (205) * وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالاثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد * (206) * ومن الناس من يشرى نفسه ابتغاء مرضاة الله والله رؤوف) * بالعباد * (207) * يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين * (208) * فإن زللتم من بعد ما جاءتكم البينات فاعلموا أن الله عزيز حكيم * (209) * هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة وقضى الأمر
____________________
(فمن فرض فيهن (1) الحج) بأن لبى أو أشعر أو قلد (فلا رفث (2)) هو الجماع (ولا فسوق (3)) هو الكذب والسباب (ولا جدال (4)) هو قول لا والله وبلى والله (في الحج) في أيامه (وما تفعلوا من خير يعلمه الله) يجازيكم به (وتزودوا) لمعادكم التقوى (فإن خير الزاد التقوى (5)) وقيل كان أهل اليمن لا يتزودون ويقولون نحن متوكلون ويكونون كلا على الناس فنزلت فيهم (واتقون (6) يا أولى الألباب) خصوا بالخطاب إشعارا بأن مقتضى العقل خشية الله وتقواه (ليس عليكم جناح) إثم (أن تبتغوا) في أن تطلبوا (فضلا) رزقا (من ربكم) بالتجارة قيل كانوا يتأثمون بالتجارة في الحج فرفع ذلك أو المراد مغفرة منه (فإذا أفضتم) دفعتم أنفسكم بكثرة (من عرفات فاذكروا الله) بالتسبيح ونحوه (عند المشعر الحرام واذكروه كما هداكم (7)) لدينه أي بإزاء هدايته أو كما علمكم المناسك وغيرها (وإن) مخففة (كنتم من قبله) قبل الهدى (لمن الضالين) الجاهلين (ثم أفيضوا) يا معشر قريش (من حيث أفاض الناس) من عرفات وكان قريش يقفون بجمع ولا يقفون مع سائر الناس بعرفات ترفعا عليهم فأمروا بمساواتهم فثم لتفاوت ما بين الإفاضتين إذ تلك حرام وهذه واجبة وقيل من جمع إلى منى بعد الإفاضة من عرفات إليها والأمر عام ويراد بالناس إبراهيم والأنبياء وهو الأنسب بثم والسوق (واستغفروا الله) من جاهليتكم عند الإفاضة إلى المشعر أو من ذنوبكم (إن الله غفور رحيم فإذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله) ذكرا كثيرا (كذكركم آبائكم) كانوا إذا فرغوا من الحج يجتمعون فيذكرون مفاخر آبائهم وأيامهم (أو أشد ذكرا) بأن تزيدوا في ذكر آلائه وشكر نعمائه (فمن الناس من يقول ربنا آتنا) اجعل عطائنا (في الدنيا) خاصة (وما له في الآخرة من خلاق) نصيب (ومنهم من يقول ربنا آتنا في الدنيا حسنة) كالصحة والأمن وسعة الرزق وحسن الخلق (وفي الآخرة حسنة) رضوانك والجنة (وقنا عذاب النار) بالعفو وعن علي (عليه السلام) الحسنة في الدنيا المرأة الصالحة وفي الآخرة الحوراء وعذاب النار امرأة السوء (أولئك لهم نصيب مما كسبوا) من جنسه وهو جزائه أو من أجله (والله سريع الحساب) يحاسبهم في قدر لمحة (واذكروا الله في أيام معدودات) كبروه أدبار الصلاة في أيام التشريق عقيب خمس عشرة صلاة في منى وعشر في غيرها أولها ظهر يوم النحر (فمن تعجل) استعجل النفر (في يومين) أي نفر في ثاني أيام التشريق بعد الزوال والرمي إلى الغروب (فلا إثم عليه (8)) بتعجيله ومن تأخر إلى الثالث فنفر فيه أي وقت شاء بعد الرمي قال الصادق عليه السلام لو سكت لم يبق أحد إلا تعجل ولكنه قال (ومن تأخر فلا إثم عليه لمن اتقى (9)) أي ذلك التخيير للمتقي المعاصي لأنه الحاج على الحقيقة أو لمن اتقى الصيد والنساء في إحرامه (واتقوا الله واعلموا أنكم إليه (10) تحشرون)

(1) - فيهن.
(2) - رفث.
(3) - فسوق.
(4) - جدال: بضمتين.
(5) - التقوى.
(6) واتقونى.
(7) - هديكم.
(8) - عليهى.
(9) - لمن اتقى.
(10) - إليهى.
(٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 ... » »»