تفسير شبر - السيد عبد الله شبر - الصفحة ٨٢
الذي يتخبطه الشيطان من المس ذلك بأنهم قالوا إنما البيع مثل الربا وأحل الله البيع وحرم الربا فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف وأمره إلى الله ومن عاد فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون * (275) * يمحق الله الربا ويربى الصدقات والله لا يحب كل كفار أثيم * (276) * إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة لهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون * (277) * يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين * (278) * فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله وإن تبتم فلكم رؤس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون * (279) * وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة وأن تصدقوا خير لكم إن كنتم تعلمون * (280) * واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون * (281) * يا أيها الذين آمنوا إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى فاكتبوه وليكتب بينكم كاتب) * بالعدل ولا يأب كاتب أن يكتب كما علمه الله فليكتب وليملل الذي عليه الحق وليتق الله ربه ولا يبخس منه شيئا فإن كان الذي عليه الحق
____________________
ليس نفقتكم إلا طلبا لرضاء الله تعالى أو معناه النهي (وما تنفقوا من خير يوف إليكم) ثوابه أضعافا تأكيد للشرطية السابقة (وأنتم لا تظلمون) لا تنقصون ثوابه (للفقراء) أي اعمدوا، أو صدقاتكم للفقراء (الذين أحصروا في سبيل الله) أحصرهم الجهاد (لا يستطيعون) لاشتغالهم به (ضربا) ذهابا (في الأرض) للكسب وقيل هم أهل الصفة وهم نحو من أربعمائة من فقراء المهاجرين كانوا في صفة المسجد دأبهم التعلم والعبادة والخروج في كل سرية يبعثها النبي (يحسبهم (1) الجاهل) يخالهم (أغنياء من التعفف) من جهة امتناعهم عن المسألة (تعرفهم بسيماهم) من صفرة الوجوه ورثاثة الحال (لا يسألون الناس إلحافا) إلحاحا (وما تنفقوا من خير فإن الله به عليم) ترغيب في الإنفاق (الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية) يعمون الأوقات والأحوال وأموالهم بالصدقة نزلت في علي (عليه السلام) لم يملك إلا أربعة دراهم فتصدق بواحد ليلا وواحد نهارا وواحد سرا وواحد علانية (فلهم أجرهم) بالاستحقاق (عند ربهم ولا خوف عليهم (2)) من أهوال القيامة (ولا هم يحزنون) فيها (الذين يأكلون الربا (3)) يأخذونه وذكر الأكل لأنه أغلب منافع المال والربا الزيادة في المعاملة أصلا أو عوضا (لا يقومون) إذا بعثوا من قبورهم (إلا كما يقوم الذي يتخبطه) إلا قياما كقيام المصروع بناء على زعمهم أن (الشيطان) يخبطه فيصرع (من المس) الجنون وهو على زعمهم أن الجني يمسه فيختلط عقله يعني أنهم ينهضون ويسقطون كالمصروعين لأنه تعالى أربى في بطونهم الربا فأثقلهم وتلك سيماهم في المحشر (ذلك) العقاب (بأنهم قالوا إنما البيع مثل الربا) قاسوا أحدهما بالآخر وعكس التشبيه مبالغة كأنهم جعلوا الربا أصلا وقاسوا به البيع (وأحل الله البيع وحرم الربا) رد لقياسهم إذ الأحكام تبع للحكمة (فمن جاءه (4) موعظة) بلغة وعظ ونهي (من ربه فانتهى (5) فله ما سلف) أخذه قبل النهي لا يلزمه رده (وأمره إلى الله) يحكم في شأنه ولا اعتراض لكم عليه أو يجازيه على انتهائه إن اتعظ لله تعالى (ومن عاد) بعد ما تبين له تحريمه استخفافا (فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون) لكفرهم بتحليل ما حرم الله أو أريد به المكث الطويل (يمحق الله الربا (6)) يهلكه ويذهب ببركته (ويربي الصدقات) ينميها ويضاعف ثوابها (والله لا يحب كل كفار) مصر على تحليل الحرام (أثيم) متماد في ارتكابه (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة) عطفهما على ما يعمهما لفضلهما (لهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم (2) ولا هم يحزنون يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا) اتركوا (ما بقي من الربا (3)) البقايا الذي اشترطتم على الناس وهي الربا قيل كان لثقيف مال على بعض قريش فطالبوهم عند المحل بالمال والربا فنزلت (إن كنتم مؤمنين (7)) إن صح أيمانكم (فإن لم تفعلوا فأذنوا (8) بحرب من الله ورسوله) اي فأعلموا بها من أذن به اي علم وتنكير حرب

(1) يحسبهم: بكسر السين.
(2) ولا خوف عليهم: بفتح الفاء وضم الهاء.
(3) الربى: بكسر الباء.
(4) جيئه.
(5) فانتهى: بكسر الهاء.
(6) الربوي.
(7) مومنين.
(8) فاذنوا.
(٨٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 ... » »»