تفسير شبر - السيد عبد الله شبر - الصفحة ٨٩
والله غفور رحيم * (31) * قل أطيعوا الله والرسول فإن تولوا فإن الله لا يحب الكافرين * (32) *، إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين * (33) * ذرية) * بعضها من بعض والله سميع عليم * (34) * إذ قالت امرأة عمران رب إني نذرت لك ما في بطني محررا فتقبل منى إنك أنت السميع العليم * (35) * فلما وضعتها قالت رب إني وضعتها أنثى والله أعلم بما وضعت وليس الذكر كالأنثى وإني سميتها مريم وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم * (36) * فتقبلها ربها بقبول حسن وأنبتها نباتا حسنا وكفلها زكريا كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا قال يا مريم أنى لك هذا قالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب * (37) * هنالك دعا زكريا ربه قال رب هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء * (38) * فنادته الملائكة وهو قائم يصلى في المحراب أن الله يبشرك بيحيى مصدقا) * بكلمة من الله وسيدا وحصورا ونبيا من الصالحين * (39) * قال رب أنى يكون لي غلم وقد بلغني الكبر وامرأتي عاقر قال كذلك الله يفعل ما يشاء * (40) * قال رب اجعل لي آية قال آياتك ألا تكلم الناس
____________________
أي لا يكون العبد محبوبا لله حتى يعمل بطاعته متبعا لحججه (ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم) قيل نزلت حين قال اليهود نحن أبناء الله وأحباؤه أو حين قال وفد نجران إنا نعبد المسيح حبا لله. (قل أطيعوا الله والرسول فإن تولوا) ماضي أو مضارع (فإن الله لا يحب الكافرين) لا يرضى عنهم وعدل عن الضمير إلى الظاهر للتعميم والدلالة أن التولي كفر أو اختصاص محبته بالمؤمنين (إن الله اصطفى (1) آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران (2) على العالمين) بالنبوة والإمامة والعصمة وآل إبراهيم إسماعيل وإسحق وأولادهما دخل فيهم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، تلا الباقر (عليه السلام) هذه الآية فقال نحن منهم ونحن بقية تلك العترة وآل عمران موسى وهارون ابنا عمران بن يصهر بن قاهث بن لاوي بن يعقوب أو عيسى ومريم بنت عمران بن ماثان من ولد سليمان بن داود بن أيشا من ولد يهودا بن يعقوب وكان بين عمرانين ألف وثلاثمائة سنة (ذرية بعضها من بعض) من نسل بعض (والله سميع) للأقوال (عليم) بالنيات والأعمال (إذ قالت امرأة عمران (2)) بن ماثان حنة بنت فاقودا جدة عيسى وكانت لعمران بن يصهر بنت اسمها مريم أكبر من هارون فظن أن المراد امرأته ويبطله كفالة زكريا لمعاصرته لابن ماثان وتزوج بنته ايشاع أم يحيى أخت مريم للأب (رب إني نذرت لك ما في بطني محررا) معتقا لخدمة بيت المقدس (فتقبل مني (3) إنك أنت السميع) لقولي (العليم) بنيتي (فلما وضعتها) الضمير لما في بطني وأنث لأنه كان أنثى أو لتأويله بالنفس أو النسمة (قالت) تحسرا إذ كانت ترجو ذكرا (رب إني وضعتها أنثى (4) والله أعلم بما وضعت (5)) اعتراض وهو قول الله وقرئ على التكلم فيكون كلامها تسلية لنفسها (وليس الذكر كالأنثى (6)) في الخدمة واللام للعهد وإن كان من قولها فللجنس أي وليس الذكر كالأنثى فيما نذرت (وإني سميتها مريم) وهي في لغتهم بمعنى العابدة (وإني أعيذها (7)) أجيرها (بك وذريتها من الشيطان الرجيم فتقبلها ربها) رضي بها في النذر مكان الذكر (بقبول حسن) بوجه حسن يقبل به النذور (وأنبتها نباتا حسنا) رباها تربية حسنة بما يصلحها في جميع أحوالها (وكفلها (8)) أي الله جعل كفيلها (زكريا (9)) وقرئ بالتخفيف وكان زوج أختها (كلما دخل عليها زكريا المحراب (10)) الصومعة التي بناها لها أو المسجد أو أشرف مواضعه سمي به لأنه محل محاربة الشيطان (وجد عندها رزقا) فاكهة الشتاء في الصيف وفاكهة الصيف في الشتاء (قال يا مريم أنى (11)) من أين (لك هذا قالت هو من عند الله) قيل تكلمت صغيرة كعيسى وما رضعت قط وكان رزقها يأتيها من الجنة كرامة لها (إن الله يرزق من يشاء بغير حساب) بغير تقدير لكثرته أو بغير استحقاق تفضلا (هنالك) في ذلك المكان

(1) اصطفى بكسر الفاء.
(2) عمران بكسر الميم.
(3) منى بفتح الياء.
(4) أنثى بكسر الثاء.
(5) وضعت بسكون العين وضم التاء.
(6) كالأنثى بكسر الثاء.
(7) أعيذها بفتح الهمزة.
(8) وكفلها بفتح الفاء مخففة.
(9) زكريا بضم الهمزة في آخرها.
(10) زكريا. بكسرة الهمزة في آخره منونة.
(11) اني بتشديد النون المكسورة.
(٨٩)
مفاتيح البحث: الصّلاة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 ... » »»