تفسير شبر - السيد عبد الله شبر - الصفحة ٦٧
أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم هن لباس لكم وأنتم لباس لهن علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم فتاب عليكم وعفا عنكم فالآن باشروهن وابتغوا ما كتب الله لكم وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلى الليل ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المسجد تلك حدود الله فلا تقربوها كذلك يبين الله آياته للناس لعلهم يتقون * (187) * ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالبطل وتدلوا بها إلى الحكام لتأكلوا فريقا من أموال الناس بالاثم وأنتم تعلمون * (188) *، يسئلونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها ولكن البر من اتقى وأتوا البيوت من أبوابها واتقوا الله لعلكم تفلحون * (189) * وقتلوا في سبيل الله الذين يقتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين * (190) * واقتلوهم حيث ثقفتموهم وأخرجوهم من حيث أخرجوكم والفتنة أشد من القتل ولا تقتلوهم عند المسجد الحرام حتى يقتلوكم فيه فإن قتلوكم فاقتلوهم كذلك جزاء الكافرين * (191) * فإن انتهوا فإن الله غفور رحيم * (192) * وقتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله
____________________
الله على ما هداكم (1)) تعظموه على هدايته إياكم أو فدية (2) تكبير صلاة العيد والتكبيرات بعد أربع صلوات (ولعلكم تشكرون) تسهيله الأمر لكم (وإذا سألك عبادي عنى) نزلت حين سألوا أقريب ربنا فنناجيه أم بعيد فنناديه (فإني قريب) عليهم بأحوالهم سميع لدعائهم كما يسمع القريب كلام صاحبه (أجيب دعوة الداع إذا دعان (3)) إذا أتى بشرائط الدعاء وعرف من يدعو (فليستجيبوا لي) إذا دعوتهم للإيمان والطاعة (وليؤمنوا بي (4)) وليتحققوا أني قادر على إعطائهم ما سألوه (لعلهم يرشدون) يصيبون الحق ويهتدون إليه (أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم) كناية عن المواقعة (هن لباس لكم وأنتم لباس لهن (5)) استيناف يبين سبب الإحلال وهو صعوبة الصبر عنهن لشدة الملابسة والمخالطة التي هي وجه تمثيل كل منهما باللباس لصاحبه أو بستر كل منهما حال صاحبه ومنعه عن الفجور (علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم) بتعريضها للعقاب وتنقيص حظها من الثواب (فتاب عليكم وعفا عنكم) روي أنها نزلت حين كان النكاح في ليالي شهر رمضان والأكل فيها بعد النوم حراما فنكح قوم من الشبان فيها سرا ونام رجل قبل الإفطار وحضر حفر الخندق فأغمي عليه (فالآن باشروهن وابتغوا ما كتب الله لكم) من الولد (وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر) بياض النهار من سواد الليل وهو الفجر الصادق المعترض في الأفق الذي لا شك فيه (ثم أتموا الصيام إلى الليل) بيان حده (ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد) التي يجوز الاعتكاف فيه وهي كل مسجد جامع على الأظهر (تلك) الأحكام المذكورة (حدود الله فلا تقربوها) بالمخالفة نهوا عن قربها مبالغة في منع التعدي (كذلك) البيان (يبين الله آياته للناس لعلهم يتقون) تعدي حدوده (ولا تأكلوا أموالكم بينكم) لا يأكل بعضكم مال بعض (بالباطل) بالوجه الذي لم يشرعه الله (وتدلوا بها) عطف على تأكلوا أي ولا تلقوا أمرها (إلى الحكام) بالجور (لتأكلوا (6)) بالتحاكم (فريقا) طائفة (من أموال الناس بالإثم) بموجب الإثم كاليمين الكاذبة وشهادة الزور (وأنتم تعلمون) أنكم مبطلون (يسألونك عن الأهلة (7)) ما الحكمة في اختلاف حالها وزيادتها ونقصانها (قل هي مواقيت للناس والحج) معالم لهم يوقتون بها معاملاتهم وعدد نسائهم وصومهم وفطرهم ومعالم للحج (وليس البر بأن تأتوا البيوت (8)) من ظهورها كان الرجل إذا أحرم نقب في مؤخر بيته نقبا منه يدخل ويخرج وروي معناه أن تأتوا الأمور من غير وجوهها (ولكن البر من اتقى) ما حرم الله (وأتوا البيوت (9) من أبوابها) ائتوا الأمور من وجوهها وعنهم (عليهما السلام) هي بيوت العلم ونحن أبوابها (واتقوا الله) في أوامره ونواهيه (لعلكم تفلحون) لكي تظفروا بالهدى (وقاتلوا في سبيل الله) جاهدوا في دينه لإعزازه (الذين يقاتلونكم) لا الكافين فتكون منسوخة تقابلوا المشركين أو أريد بهم من يتوقع منهم القتال

(1) - هديكم.
(2) ظاهرا - أو أريد به.
(3) الداعي إذا دعاني صل.
(4) وليومنوا بي.
(5) لهنه وقفا.
(6) لتاكلوا.
(7) بالنقل والسكت في الوقف.
(8) تأتوا البيوت بكسر الباء.
(9) وآتوا البيوت.
(٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 ... » »»