في التهذيب باسناده عن العلاء عن زيد الشحام قال: صلى بنا أبو عبد الله عليه السلام الفجر فقرء الضحى وألم نشرح في ركعة، وما في المجمع عن العياشي عن المفضل بن صالح عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: لا تجمع بين سورتين في ركعة واحدة إلا الضحى وألم نشرح وألم تر كيف ولايلاف قريش، ورواه المحقق في المعتبر نقلا من كتاب الجامع لأحمد بن محمد بن أبي نصر عن المفضل مثله.
أما رواية أبي العباس فضعيف لما فيها من الرفع.
وأما رواية الشحام فقد رويت عنه بطريقين آخرين: أحدهما ما في التهذيب باسناده عن ابن مسكان عن زيد الشحام قال: صلى بنا أبو عبد الله عليه السلام فقرء بنا بالضحى وألم نشرح، وثانيهما عنه عن ابن أبي عمير عن بعض أصحابنا عن زيد الشحام قال: صلى بنا أبو عبد الله عليه السلام فقرء في الأولى الضحى وفي الثانية ألم نشرح لك صدرك.
وهذه أعني صحيحة ابن أبي عمير صريحة في قراءة السورتين في ركعتين ولا يبقى معها لرواية العلاء ظهور في الجمع بينهما، وأما رواية ابن مسكان فلا ظهور لها في الجمع ولا صراحة، وأما حمل ابن أبي عمير على النافلة فيدفعه قوله فيها: " صلى بنا " فإنه صريح في الجماعة ولا جماعة في نفل.
وأما رواية المفضل فهي أدل على كونهما سورتين منها على كونهما سورة واحدة حيث قيل:
لا تجمع بين سورتين ثم استثني من السورتين الضحى وألم نشرح وكذا الفيل ولايلاف.
فالحق أن الروايات إن دلت فإنما تدل على جواز القران بين سورتي الضحى وألم نشرح وسورتي الفيل ولايلاف في ركعة واحدة من الفرائض وهو ممنوع في غيرها، ويؤيده رواية الراوندي في الخرائج عن داود الرقي عن أبي عبد الله عليه السلام في حديث قال فلما طلع الفجر قام فأذن وأقام وأقامني عن يمينه وقرء في أول ركعة الحمد والضحى وفي الثانية بالحمد وقل هو الله أحد ثم قنت ثم سلم ثم جلس.
قوله تعالى: " لايلاف قريش إيلافهم رحلة الشتاء والصيف " الألف بكسر الهمزة اجتماع مع التئام كما قاله الراغب ومنه الألفة، وقال في الصحاح: وفلان قد ألف هذا الموضع بالكسر يألفه إلفا وآلفه إياه غيره، ويقال أيضا: آلفت الموضع أولفه إيلافا، انتهى.
وقريش عشيرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهم ولد النضر بن كنانة المسمى قريشا، والرحلة حال السير على الراحلة وهي الناقة القوية على السير كما في المجمع، والمراد بالرحلة خروج قريش