تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ٢٠ - الصفحة ٣٠٠
(بحث روائي) في تفسير القمي في قوله تعالى: " ونفس وما سواها " قال: خلقها وصورها.
وفي المجمع وروى زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام في قوله تعالى: " فألهمها فجورها وتقواها " قال: بين لها ما يأتي وما يترك، وفي قوله تعالى: " قد أفلح من زكاها " قال: قد أفلح من أطاع " وقد خاب من دساها " قال:
قد خاب من عصى.
وفي الدر المنثور أخرج أحمد ومسلم وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه عن عمران بن حصين أن رجلا قال: يا رسول الله أرأيت ما يعمل الناس اليوم ويكدحون فيه شئ قد قضي عليهم ومضى عليهم في قدر قد سبق؟ أو فيما يستقبلون به نبيهم واتخذت عليهم به الحجة؟ قال: بل شئ قضي عليهم.
قال: فلم يعملون إذا؟ قال: من كان الله خلقه لواحدة من المنزلتين هيأه لعملها وتصديق ذلك في كتاب الله " ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها " أقول: قوله: أو فيما يستقبلون الخ الظاهر أن الهمزة فيه للاستفهام والواو للعطف والمعنى وهل في طاعتهم لنبيهم قضاء من الله وقدر قد سبق؟ وقوله: فلم يعملون إذا، أي فما معنى عملهم واستناد الفعل إليهم؟
وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: من كان الله الخ معناه أن وجوب صدور الفعل حسنة أو سيئة منهم بالنظر إلى القضاء والقدر السابقين لا ينافي إمكان صدوره بالنظر إلى الانسان واختياره، وقد اتضح ذلك في الأبحاث السابقة من الكتاب مرارا.
وفيه أخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه والديلمي عن جويبر عن الضحاك عن ابن عباس: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: " قد أفلح من زكاها " الآية أفلحت نفس زكاها الله وخابت نفس خيبها الله من كل خير.
أقول: انتساب التزكية والتخييب إليه تعالى بوجه لا ينافي انتسابهما بالطاعة والمعصية إلى الانسان.
وإنما ينتسب إلى الله سبحانه من الاضلال ما كان على طريق المجازاة كما قال: " وما يضل به إلا الفاسقين " البقرة: 26.
(٣٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 295 296 297 298 299 300 301 302 303 304 305 ... » »»
الفهرست