تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ٢٠ - الصفحة ١٩٤
(بحث روائي) في الفقيه وروى علي بن مهزيار قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام: قوله عز وجل: " والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى " وقوله عز وجل: " والنجم إذا هوى " وما أشبه هذا؟ فقال إن لله عز وجل أن يقسم من خلقه بما شاء وليس لخلقه أن يقسموا إلا به.
أقول: وتقدم في هذا المعنى رواية الكافي عن محمد بن مسلم عن الباقر عليه السلام في تفسير أول سورة النجم.
وفي الدر المنثور أخرج سعيد بن المنصور وابن المنذر عن علي في قوله: " والنازعات غرقا " قال: هي الملائكة تنزع أرواح الكفار " والناشطات نشطا " هي الملائكة تنشط أرواح الكفار ما بين الأظفار والجلد حتى تخرجها والسابحات سبحا " هي الملائكة تسبح بأرواح المؤمنين بين السماء والأرض فالسابقات سبقا " هي الملائكة يسبق بعضها بعضا بأرواح المؤمنين إلى الله " فالمدبرات أمرا " قال هي الملائكة تدبر أمر العباد من السنة إلى السنة.
أقول: ينبغي أن تحمل الرواية - لو صحت - على ذكر بعض المصاديق، وقوله: " تنشط أرواح الكفار ما بين الأظفار والجلد حتى تخرجها " ضرب من التمثيل لشدة العذاب.
وفيه أخرج ابن أبي حاتم عن علي بن أبي طالب أن ابن الكوا سأله عن " المدبرات أمرا " قال: الملائكة يدبرون ذكر الرحمان وأمره.
وفي تفسير القمي في قوله تعالى: " يوم ترجف الراجفة تتبعها الرادفة " قال:
تنشق الأرض بأهلها والرادفة الصيحة.
وفيه في قوله: " أإنا لمردودون في الحافرة " قال: قالت قريش: أنرجع بعد الموت؟
وفيه في قوله: " تلك إذا كرة خاسرة " قال: قالوا هذه على حد الاستهزاء.
وفيه في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام قوله: " أإنا لمردودون في الحافرة " يقول: في الخلق الجديد، وأما قوله: " فإذا هم بالساهرة " والساهرة الأرض كانوا في القبور فلما سمعوا الزجرة خرجوا من قبورهم فاستووا على الأرض.
(١٩٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 ... » »»
الفهرست