تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ٢٠ - الصفحة ١٩٨
(بحث روائي) في تفسير القمي: " وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى " قال: هو العبد إذ وقف على معصية الله وقدر عليها ثم تركها مخافة الله ونهى الله ونهى النفس عنها فمكافأته الجنة، قوله " يسألونك عن الساعة أيان مرساها " قال:
متى تقوم؟ فقال الله: " إلى ربك منتهاها " أي علمها عند الله، قوله " كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها " قال: بعض يوم.
وفي الدر المنثور أخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه بسند ضعيف عن ابن عباس قال:
إن مشركي مكة سألوا النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: متى تقوم الساعة استهزاء منهم فنزلت " يسألونك عن الساعة أيان مرساها " الآيات.
وفيه أخرج البزار وابن جرير وابن منذر والحاكم وصححه وابن مردويه عن عائشة قالت: ما زال رسول الله يسأل عن الساعة حتى أنزل عليه " فيم أنت من ذكراها إلى ربك منتهاها " فلم يسأل عنها.
أقول: ورواه أيضا عن عدة من أصحاب الكتب عن عروة مرسلا، ورواه أيضا عن عدة منهم عن شهاب بن طارق عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله، والسياق لا يلائم كونه جوابا عن سؤال النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
وفي بعض الروايات: كانت الاعراب إذا قدموا على النبي صلى الله عليه وسلم سألوه عن الساعة فينظر إلى أحدث إنسان فيهم فيقول: إن يعش هذا قرنا قامت عليكم ساعتكم رواها في الدر المنثور عن ابن مردويه عن عائشة.
وهي من التوقيت الذي يجل عنه ساحة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقد أوحي إليه في كثير من السور القرآنية سيما المكية أن علم الساعة يختص به تعالى لا يعلمه إلا هو وامر أن يجيب من سأله عن وقتها بنفي العلم به عن نفسه.
(١٩٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 ... » »»
الفهرست