تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ٢٠ - الصفحة ١٩٥
وفي أصول الكافي بإسناده إلى داود الرقي عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله الله عز وجل:
" ولمن خاف مقام ربه جنتان، قال: من علم أن الله يراه ويسمع ما يقول ويعلم ما يعمله من خير أو شر فيحجزه ذلك عن القبيح من الأعمال فذلك الذي خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى.
أقول: يؤيد الحديث ما تقدم من معنى الخوف من مقامه تعالى.
وفيه بإسناده عن يحيى بن عقيل قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: إنما أخاف عليكم الاثنين: اتباع الهوى وطول الامل أما اتباع الهوى فإنه يصد عن الحق وأما طول الامل فينسي الآخرة.
يسألونك عن الساعة أيان مرساها - 42. فيم أنت من ذكراها - 43.
إلى ربك منتهاها - 44. إنما أنت منذر من يخشاها - 45. كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها - 46.
(بيان) تعرض لسؤالهم عن وقت قيام الساعة ورد له بأن علمه ليس لأحد إلا الله فقد خصه بنفسه.
قوله تعالى: " يسألونك عن الساعة أيان مرساها " الظاهر أن التعبير بيسألونك لإفادة الاستمرار فقد كان المشركون بعد ما سمعوا حديث القيامة يراجعون النبي صلى الله عليه وآله وسلم ويسألونه أن يعين لهم وقتها مصرين على ذلك وقد تكرر في القرآن الكريم الإشارة إلى ذلك.
والمرسى مصدر ميمي بمعنى الاثبات والاقرار وقوله: " أيان مرساها " بيان للسؤال والمعنى يسألك هؤلاء المنكرون للساعة المستهزؤون به عن الساعة متى إثباتها وإقرارها؟
أي متى تقوم القيامة؟
قوله تعالى: " فيم أنت من ذكراها " استفهام إنكاري و " فيم أنت " مبتدء وخبر، و " من لابتداء الغاية، والذكرى كثرة الذكر وهو أبلغ من الذكر على ما ذكره الراغب.
(١٩٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 ... » »»
الفهرست