وقد أسقط تعالى في قوله: " وسقاهم ربهم " الوسائط كلها ونسب سقيهم إلى نفسه، وهذا أفضل ما ذكره الله تعالى من النعيم الموهوب لهم في الجنة، ولعله من المزيد المذكور في قوله: " لهم ما يشاؤن فيها ولدينا مزيد " ق: 35.
قوله تعالى: " إن هذا كان لكم جزاء وكان سعيكم مشكورا " حكاية ما يخاطبون به من عنده تعالى عند توفيته أجرهم أو بحذف القول والتقدير ويقال لهم: إن هذا كان لكم جزاء " الخ ".
وقوله: " وكان سعيكم مشكورا " إنشاء شكر لمساعيهم المرضية وأعمالهم المقبولة، ويا لها من كلمة طيبة تطيب بها نفوسهم.
واعلم أنه تعالى لم يذكر فيما ذكر من نعيم الجنة في هذه الآيات نساء الجنة من الحور العين وهي من أهم ما يذكره عند وصف نعم الجنة في سائر كلامه ويمكن أن يستظهر منه أنه كانت بين هؤلاء الأبرار الذين نزلت فيهم الآيات من هي من النساء.
وقال في روح المعاني: ومن اللطائف على القول بنزول السورة فيهم يعني في أهل البيت أنه سبحانه لم يذكر فيها الحور العين وإنما صرح عز وجل بولدان مخلدين رعاية لحرمة البتول وقرة عين الرسول، انتهى.
(بحث روائي) في إتقان السيوطي عن البيهقي في دلائل النبوة باسناده عن عكرمة والحسن بن أبي الحسن قالا: أنزل الله من القرآن بمكة اقرأ باسم ربك ون والمزمل - إلى أن قالا - وما نزل بالمدينة ويل للمطففين، والبقرة وآل عمران، والأنفال، والأحزاب، والمائدة، والممتحنة، والنساء، وإذا زلزلت، والحديد، ومحمد، والرعد، والرحمان، وهل أتى على الانسان. الحديث.
وفيه عن ابن الضريس في فضائل القرآن بإسناده عن عثمان بن عطاء الخراساني عن أبيه عن ابن عباس قال: كان إذا نزلت فاتحة سورة بمكة كتبت بمكة ثم يزيد الله فيها ما شاء.
وكان أول ما انزل من القرآن اقرأ باسم ربك، ثم ن، ثم يا أيها المزمل - إلى أن قال -