تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١٨ - الصفحة ١٦٢
الجميع بالانسان فينتفع في حياته من علويها وسفليها ولا يزال المجتمع البشري يتوسع في الانتفاع بها والاستفادة من توسيطها والتوسل بشتاتها في الحصول على مزايا الحياة فالكل مسخر له.
وقوله: (منه) من للابتداء، والضمير لله تعالى وهو حال مما في السماوات والأرض، والمعنى: سخر لكم ما في السماوات والأرض جميعا حال كونه مبتدأ منه حاصلا من عنده فذوات الأشياء تبتدئ منه بإيجاده لها من غير مثال سابق وكذلك خواصها وآثارها بخلقه ومن خواصها وآثارها ارتباط بعضها ببعض وهو النظام الجاري فيها المرتبط بالانسان قال تعالى: (الله يبدأ الخلق ثم يعيده) الروم: 11، وقال:
(إنه هو يبدئ ويعيد) البروج: 13.
وقد ذكروا لقوله: (منه) معاني أخر لا يخلو شئ منها عن التكلف تركنا التعرض لها.
وقوله: (إن في ذلك لايات لقوم يتفكرون) وجه تعلقها بالتفكر ظاهر. * * * قل للذين آمنوا يغفروا للذين لا يرجون أيام الله ليجزي قوما بما كانوا يكسبون - 14. من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها ثم إلى ربكم ترجعون - 15. ولقد آتينا بني إسرائيل الكتاب والحكم والنبوة ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على العالمين - 16. وآتيناهم بينات من الامر فما اختلفوا إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم إن ربك يقضي بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون - 17. ثم جعلناك على شريعة من الامر فاتبعها
(١٦٢)
مفاتيح البحث: يوم القيامة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 ... » »»
الفهرست