تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١٨ - الصفحة ١٤٤
إن المتقين في مقام أمين - 51. في جنات وعيون - 52. يلبسون من سندس وإستبرق متقابلين - 53. كذلك وزوجناهم بحور عين - 54. يدعون فيها بكل فاكهة آمنين - 55. لا يذوقون فيها الموت إلا الموتة الأولى ووقاهم عذاب الجحيم - 56. فضلا من ربك ذلك هو الفوز العظيم - 57. فإنما يسرناه بلسانك لعلهم يتذكرون - 58. فارتقب إنهم مرتقبون - 59.
(بيان) لما أنذر القوم بالعذاب الدنيوي ثم بالعذاب الأخروي وتمثل للعذاب الدنيوي بما جرى على قوم فرعون إذ جاءهم موسى عليه السلام بالرسالة من ربه فكذبوه فأخذهم الله بعذاب الاغراق فاستأصلهم.
رجع إلى الكلام في العذاب الأخروي فذكر إنكار القوم للمعاد وقولهم أن ليس بعد الموتة الأولى حياة فاحتج على إثبات المعاد بالبرهان ثم أنبأ عن بعض ما سيلقاه المجرمون من العذاب في الآخرة وبعض ما سيلقاه المتقون من النعيم المقيم وعند ذلك تختتم السورة بما بدأت به وهو نزول الكتاب للتذكر وأمره صلى الله عليه وآله وسلم بالارتقاب.
قوله تعالى: (إن هؤلاء ليقولون إن هي إلا موتتنا الأولى وما نحن بمنشرين) رجوع إلى أول الكلام من قوله: (بل هم في شك يلعبون) والإشارة بهؤلاء إلى قريش ومن يلحق بهم من العرب الوثنيين المنكرين للمعاد، وقولهم: (إن هي إلا موتتنا الأولى) يريدون به نفي الحياة بعد الموت الملازم لنفي المعاد بدليل قولهم بعده: (وما نحن بمنشرين) أي بمبعوثين، قال في الكشاف يقال: أنشر الله الموتى ونشرهم إذا بعثهم. انتهى.
(١٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 ... » »»
الفهرست