- إلى قوله - بلاء مبين) نوع تطييب لنفس النبي صلى الله عليه وآله وسلم وإيماء إلى أن الله تعالى سينجيه والمؤمنين به من فراعنة مكة ويختارهم ويمكنهم في الأرض فينظر كيف يعملون.
(بحث روائي) عن جوامع الجامع في قوله تعالى: (فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين) واختلف في الدخان فقيل: إنه دخان يأتي من السماء قبل قيام الساعة يدخل في أسماع الكفرة حتى يكون رأس الواحد كالرأس الحنيذ ويعتري المؤمن منه كهيئة الزكام ويكون الأرض كلها كبيت أوقد فيه ليس فيه خصاص يمد ذلك أربعين يوما، وروي ذلك عن علي وابن عباس والحسن.
أقول: ورواه في الدر المنثور عنهم وأيضا عن حذيفة بن اليمان وأبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ورواه أيضا عن ابن عمر موقوفا.
وفي تفسير القمي في الآية قال: ذلك إذا خرجوا في الرجعة من القبر - يغشى الناس كلهم الظلمة فيقولون: هذا عذاب أليم ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون.
وفي المجمع وروى زرارة بن أعين عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: بكت السماء على يحيى بن زكريا والحسين بن علي عليه السلام أربعين صباحا. قلت: فما بكاؤها؟
قال: كانت تطلع حمراء وتغيب حمراء.
وفي الدر المنثور أخرج ابن أبي حاتم عن عبيد المكتب عن إبراهيم قال: ما بكت السماء منذ كانت الدنيا إلا على اثنين. قيل لعبيد: أليس السماء والأرض تبكي على المؤمن؟
قال: ذاك مقامه وحيث يصعد عمله. قال: وتدري ما بكاء السماء؟ قال: لا. قال:
تحمر وتصير وردة كالدهان. إن يحيى بن زكريا لما قتل احمرت السماء وقطرت دما، وإن الحسين بن علي يوم قتل احمرت السماء.
وفي الفقيه عن الصادق عليه السلام قال: إذا مات المؤمن بكت عليه بقاع الأرض التي كان يعبد الله عز وجل فيها والباب الذي كان يصعد منه عمله وموضع سجوده.