لا موصولة لظهور العلم فيما يتعلق بالجملة لا بالمفرد.
وقوله: " ويحل عليه عذاب مقيم " أي دائم وهو المناسب للحلول، وتفكيك أمر العذابين يشهد أن المراد بالأول عذاب الدنيا وبالثاني عذاب الآخرة، وفي الكلام أشد التهديد.
والمعنى قل مخاطبا للمشركين من قومك: يا قوم اعملوا - مستمرين - على حالتكم التي أنتم عليها من الكفر والعناد إني عامل - كما أؤمر غير منصرف عنه - فسوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه ويذله؟ وهو عذاب الدنيا كما في يوم بدر ويحل عليه ولا يفارقه عذاب دائم وهو عذاب الآخرة.
قوله تعالى: " إنا أنزلنا عليك الكتاب للناس بالحق " إلى آخر الآية. في مقام التعليل للامر الذي في الآية السابقة، واللام في قوله: " للناس " للتعليل أي لأجل الناس أن تتلوه عليهم وتبلغهم ما فيه، والباء في قوله: " بالحق " للملابسة أي ملابسا للحق لا يشوبه باطل.
وقوله: " فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها " أي يتفرع على هذا الانزال أن من اهتدى فإنما يعود نفعه من سعادة الحياة وثواب الدار الآخرة إلى نفسه، ومن ضل ولم يهتد به فإنما يعود شقاؤه ووباله من عقاب الدار الآخرة إلى نفسه فالله سبحانه أجل من أن ينتفع بهداهم أو يتضرر بضلالهم.
وقوله: " وما أنت عليهم بوكيل " أي مفوضا إليه أمرهم قائما بتدبير شئونهم حتى توصل ما فيه من الهدى إلى قلوبهم.
والمعنى إنما أمرناك أن تهددهم بما قلنا لأنا نزلنا عليك الكتاب بالحق لأجل أن تقرأه على الناس لا غير فمن اهتدى منهم فإنما يعود نفعه إلى نفسه ومن ضل ولم يهتد به فإنما يعود ضرره إلى نفسه وما أنت وكيلا من قبلنا عليهم تدبر شئونهم فتوصل الهدى إلى قلوبهم فليس لك من الامر شئ.
قوله تعالى: " الله يتوفى الأنفس حين موتها " إلى آخر الآية، قال في المجمع:
التوفي قبض الشئ على الايفاء والاتمام يقال: توفيت حقي من فلان واستوفيته بمعنى.