تقربه منه تعالى، وبالعمل الصالح ما كان على طبق الاعتقاد الحق ويلائمه وأن الفاعل في " يرفعه " ضمير مستكن راجع إلى العمل الصالح وضمير المفعول راجع إلى الكلم الطيب.
ولهم في الآية أقوال أخر:
فقد قيل: إن المراد بصعود الكلم الطيب قبوله والإثابة عليه كما تقدمت الإشارة إليه، وقيل: المراد صعود الملائكة بما كتب من الايمان والطاعات إلى الله سبحانه، وقيل: المراد صعودهم به إلى السماء فسمي الصعود إلى السماء صعودا إلى الله مجازا.
وقيل: إن فاعل " يرفعه " ضمير عائد إلى الكلم الطيب وضمير المفعول للعمل الصالح والمعنى أن الكلم الطيب يرفع العمل الصالح أي أن العمل الصالح لا ينفع إلا إذا صدر عن التوحيد، وقيل: فاعل " يرفعه " ضمير مستكن راجع إليه تعالى والمعنى العمل الصالح يرفعه الله.
وجملة هذه الوجوه لا تخلو من بعد والأسبق إلى الذهن ما قدمناه من المعنى.
قوله تعالى: " والذين يمكرون السيئات لهم عذاب شديد ومكر أولئك هو يبور " ذكروا أن " السيئات " وصف قائم مقام موصوف محذوف وهو المكرات، ووضع اسم الإشارة موضع الضمير في " مكر أولئك " للدلالة على أنهم متعينون لا مختلطون بغيرهم والمعنى والذين يمكرون المكرات السيئات لهم عذاب شديد ومكر أولئك الماكرين هو يبور ويهلك فلا يستعقب أثرا حيا فيه سعادتهم وعزتهم.
وقد بان أن المراد بالسيئات أنواع المكرات والحيل التي يتخذها المشركون وسائل لكسب العزة، والآية مطلقة، وقيل: المراد المكرات التي اتخذتها قريش على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في دار الندوة وغيرها من إثبات أو إخراج أو قتل فرد الله كيدهم إليهم وأخرجهم إلى بدر وقتلهم وأثبتهم في القليب فجمع عليهم الاثبات والاخراج والقتل وهذا وجه حسن لكن الآية مطلقة.
ووجه اتصال ذيل الآية بصدرها أعني اتصال قوله: " إليه يصعد " إلى آخر الآية بقوله: " من كان يريد العزة فلله العزة جميعا " أن المشركين كانوا يعتزون بآلهتهم كما قال تعالى: " واتخذوا من دون الله آلهة ليكونوا لهم عزا " مريم: 81 فدعاهم الله سبحانه وهم يطلبون العز إلى نفسه بتذكيرهم أن العزة لله جميعا وبين تعالى ذلك بأن