تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١٥ - الصفحة ٨٧
عشاء فوجدت معها رجلا رأيته بعيني وسمعته بإذني، فكره رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى رئي الكراهة في وجهه فقال هلال: إني لا رأى الكراهة في وجهك والله يعلم إني لصادق، وإني لأرجو أن يجعل الله فرجا فهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بضربه.
قال: واجتمعت الأنصار وقالوا: ابتلينا بما قال سعد أيجلد هلال ويبطل شهادته؟ فنزل الوحي وامسكوا عن الكلام حين عرفوا أن الوحي قد نزل فأنزل الله تعالى: " والذين يرمون أزواجهم " الآيات.
فقال صلى الله عليه وآله وسلم: أبشر يا هلال فإن الله تعالى قد جعل فرجا فقال: قد كنت أرجو ذلك من الله تعالى، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: أرسلوا إليها فجاءت فلا عن بينهما فلما انقضى اللعان فرق بينهما وقضي أن الولد لها ولا يدعي لأب ولا يرمي ولدها ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن جاءت به كذا وكذا فهو لزوجها وإن جاءت به كذا وكذا فهو للذي قيل فيه.
أقول: ورواه في الدر المنثور عن عدة من أرباب الجوامع عن ابن عباس.
* * * إن الذين جاؤوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم لكل امرئ منهم ما اكتسب من الاثم والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم - 11. لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا وقالوا هذا إفك مبين - 12. لولا جاؤوا عليه بأربعة شهداء فإذ لم يأتوا بالشهداء فأولئك عند الله هم الكاذبون - 13. ولولا فضل الله عليكم ورحمته في الدنيا والآخرة لمسكم فيما أفضتم فيه عذاب عظيم - 14. إذ تلقونه
(٨٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 ... » »»
الفهرست