تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١٥ - الصفحة ٣١٣
إفساد التطفيف المجتمع الانساني، فراجع.
قوله تعالى: " واتقوا الذي خلقكم والجبلة الأولين " قال في المجمع: الجبلة الخليقة التي طبع عليها الشئ. انتهى. فالمراد بالجبلة ذوو الجبلة أي اتقوا الله الذي خلقكم وآبائكم الأولين الذين فطرهم وقرر في جبلتهم تقبيح الفساد والاعتراف بشؤمه.
ولعل هذا الذي أشرنا إليه من المعنى هو الموجب لتخصيص الجبلة بالذكر، وفي الآية على أي حال دعوة إلى توحيد العبادة فإنهم لم يكونوا يتقون الخالق الذي هو رب العالمين.
قوله تعالى: " قالوا إنما أنت من المسحرين - إلى قوله - وإن نظنك لمن الكاذبين " تقدم تفسير الصدر، و " إن " في قوله: " إن نظنك " مخففة من الثقيلة.
قوله تعالى: " فأسقط علينا كسفا من السماء " الخ، الكسف بالكسر فالفتح - على ما قيل - جمع كسفة وهي القطعة، والامر مبني على التعجيز والاستهزاء.
قوله تعالى: " قال ربي أعلم بما تعملون " جواب شعيب عن قولهم واقتراحهم منه إتيان العذاب، وهو كناية عن أنه ليس له من الامر شئ وإنما الامر إلى الله لأنه أعلم بما يعملون وأن عملهم هل يستوجب عذابا؟ وما هو العذاب الذي يستوجبه إذا استوجب؟ فهو كقول هود لقومه: " إنما العلم عند الله وأبلغكم ما أرسلت به " الأحقاف: 23.
قوله تعالى: " فكذبوه فأخذهم عذاب يوم الظلة " الخ، يوم الظلة يوم عذب فيه قوم شعيب بظلة من الغمام، وقد تقدم تفصيل قصتهم في سورة هود.
قوله تعالى: " إن في ذلك لآية - إلى قوله - العزيز الرحيم " تقدم تفسيره.
(بحث روائي) في جوامع الجامع في قوله تعالى: " إذ قال لهم شعيب " وفي الحديث أن شعيبا أخا مدين أرسل إليهم وإلى أصحاب الأيكة.
وفي تفسير القمي في قوله تعالى: " واتقوا الذي خلقكم والجبلة الأولين " قال:
(٣١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 308 309 310 311 312 313 314 315 316 317 318 ... » »»
الفهرست