تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١٤ - الصفحة ٤٠٥
من الملائكة رسلا ومن الناس إن الله سميع بصير (75) - يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم وإلى الله ترجع الأمور (76) يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون (77) - وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا ليكون الرسول شهيدا عليكم وتكونوا شهداء على الناس فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واعتصموا بالله هو مولاكم فنعم المولى ونعم النصير (78) (بيان) الآيات تأمره صلى الله عليه وآله وسلم بالدعوة وتبين أمورا من حقائق الدعوة وأباطيل الشرك ثم تأمر المؤمنين بإجمال الشريعة وهو عبادة الله وفعل الخير وتختم بالامر بحق الجهاد في الله وبذلك تختتم السورة.
قوله تعالى: " لكل أمة جعلنا منسكا هم ناسكوه فلا ينازعنك في الامر إلى آخر الآية. المنسك مصدر ميمي بمعنى النسك وهو العبادة ويؤيده قوله: " هم ناسكوه " أي يعبدون تلك العبادة وليس اسم مكان كما احتمله بعضهم.
والمراد بكل أمة هي الأمة بعد الأمة من الأمم الماضين حتى تنتهي إلى هذه الأمة دون الأمم المختلفة الموجودة في زمانه صلى الله عليه وآله وسلم كالعرب والعجم والروم لوحدة الشريعة وعموم النبوة.
وقوله: " فلا ينازعنك في الامر " نهي للكافرين بدعوة النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن منازعته في المناسك التي أتى بها وهم وإن كانوا لا يؤمنون بدعوته ولا يرون لما أتى به
(٤٠٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 400 401 402 403 404 405 406 407 408 409 410 ... » »»
الفهرست