تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١٤ - الصفحة ١٣٤
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ويحك أتدري ما تقول؟ وسبح رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فما زال يسبح حتى عرف ذلك في وجوه أصحابه.
ثم قال: ويحك إنه لا يستشفع بالله تعالى على أحد من خلقه شأن الله أعظم من ذلك. ويحك أتدري ما الله؟ أن الله فوق عرشه وعرشه فوق سماواته لهكذا وقال بأصابعه مثل القبة، وإنه ليئط به أطيط الرحل الجديد بالراكب.
أقول: ومتنه لا يخلو من اختلال، وإنما أوردناه لكونه من أصرح الاخبار في جسمية العرش، وهنا روايات تدل على أن له قوائم، وأخرى تدل على أن له حملة أربع، وأخرى تدل على أنه فوق السماوات بحذاء الكعبة وأخرى تدل على أن الكرسي عنده كحلقة ملقاة في ظهري فلاة السماوات والأرض بالنسبة إلى الكرسي كذلك، وقد تقدم طريقة أئمة أهل البيت عليهم السلام في تفسير أمثال هذه الأخبار وقد أوردنا في تفسير سورة الأعراف في الجزء الثامن من الكتاب ما يستفاد منه محصل نظرهم عليهم السلام.
وفي معاني الأخبار بإسناده عن محمد بن مسلم قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل: " يعلم السر وأخفى " قال: السر ما أكننته في نفسك وأخفى ما خطر ببالك ثم أنسيته.
وفي المجمع روي عن السيدين الباقر والصادق عليهما السلام: " السر " ما أخفيته في نفسك و " أخفى " ما خطر ببالك - ثم أنسيته.
وهل أتاك حديث موسى (9) - إذ رأى نارا فقال لأهله أمكثوا إني آنست نارا لعلي آتيكم منها بقبس أو أجد على النار هدى (10) - فلما أتاها نودي يا موسى (11) - إني أنا ربك فاخلع نعليك إنك بالواد المقدس طوى (12) - وأنا اخترتك
(١٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 ... » »»
الفهرست