وقوله: (انك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولا) كناية عن أن فعالك هذا وأنت تريد به اظهار القدرة والقوة والعظمة انما هو وهم تتوهمه فان هناك ما هو أقوى منك لا يخترق بقدميك وهى الأرض وما هو أطول منك وهى الجبال فاعترف بذلك انك وضيع مهين فلا شئ مما يبتغيه الانسان ويتنافس فيه في هذه النشأة من ملك وعزة وسلطنة وقدرة وسؤدد ومال وغيرها الا أمور وهمية لا حقيقة لها وراء الادراك الانساني سخر الله النفوس للتصديق بها والاعتماد في العمل عليها لتعمير النشأة وتمام الكلمة، ولولا هذه الأوهام لم يعش الانسان في الدنيا ولا تمت كلمته تعالى: (ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين) البقرة: 36.
قوله تعالى: (كل ذلك كان سيئه عند ربك مكروها) الإشارة بذلك إلى ما تقدم من الواجبات والمحرمات - كما قيل - والضمير في (سيئه) يرجع إلى ذلك، والمعنى كل ما تقدم كان سيئه - وهو ما نهى عنه وكان معصية من بين المذكورات - عند ربك مكروها لا يريده الله تعالى.
وفي غير القراءة المعروفة (سيئة) بفتح الهمزة والتاء في آخرها وهى على هذه القراءة خبر كان والمعنى واضح.
قوله تعالى: (ذلك مما اوحى إليك ربك من الحكمة) ذلك إشارة إلى ما تقدم من تفصيل التكاليف وفي الآية اطلاق الحكمة على الاحكام الفرعية ويمكن ان يكون لما تشتمل عليه من المصالح المستفادة اجمالا من سابق الكلام.
قوله تعالى: (ولا تجعل مع الله الها آخر فتلقى في جهنم مذموما مدحورا) كرر سبحانه النهى عن الشرك وقد نهى عنه سابقا اعتناء بشأن التوحيد وتفخيما لامره، وهو كالوصلة يتصل به لا حق الكلام بسابقة، ومعنى الآية ظاهر.
بحث روائي في الاحتجاج عن بريد بن عمير بن معاوية الشامي عن الرضا عليه السلام في حديث يذكر فيه الجبر و التفويض والامر بين أمرين قال: قلت له: وهل لله مشية وإرادة في ذلك