يعنى فعل العبد فقال: اما الطاعات فإرادة الله ومشيته فيها الامر بها والرضا لها والمعاونة لها ومشيته في المعاصي النهى عنها والسخط بها والخذلان عليها الحديث.
وفي تفسير العياشي عن أبي ولاد الحناط قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله: (وبالوالدين احسانا) فقال: الاحسان ان تحسن صحبتهما ولا تكلفهما ان يسألاك شيئا مما يحتاجان إليه وان كانا مستغنيين أليس الله يقول: (لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون)؟
ثم قال أبو عبد الله عليه السلام: اما قوله: (اما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما اف) قال: ان أضجراك فلا تقل لهما اف ولا تنهرهما ان ضرباك، وقال (وقل لهما قولا كريما) قال: تقول لهما: غفر الله لكما فذلك منك قول كريم، وقال:
(واخفض لهما جناح الذل من الرحمة قال: لا تملأ عينيك من النظر إليهما الا برحمة ورقة ولا ترفع صوتك فوق أصواتهما ولا يديك فوق أيديهما، ولا تتقدم قدامهما.
أقول: ورواه الكليني في الكافي باسناده عن أبي ولاد الحناط عنه عليه السلام.
وفي الكافي باسناده عن حديد بن حكيم عن أبي عبد الله عليه السلام قال: أدنى العقوق اف، ولو علم الله عز وجل شيئا أهون منه لنهى عنه.
أقول: ورواه عنه أيضا بسند آخر وروى هذا المعنى أيضا باسناده عن أبي البلاد عنه عليه السلام ورواه العياشي في تفسيره عن حريز عنه عليه السلام، والطبرسي في مجمع البيان عن الرضا عن أبيه عنه عليه السلام. والروايات في وجوب بر الوالدين وحرمة عقوقهما في حياتهما وبعد مماتهما من طرق العامة والخاصة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأئمة أهل بيته عليهم السلام أكثر من أن تحصى.
وفي المجمع عن أبي عبد الله عليه السلام الأواب التواب المتعبد الراجع عن ذنبه.
وفي تفسير العياشي عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: يا با محمد عليكم بالورع والاجتهاد وأداء الأمانة وصدق الحديث وحسن الصحبة لمن صحبكم وطول السجود، وكان ذلك من سنن التوابين الاوابين. قال أبو بصير: الأوابون التوابون.
أقول: وروى أيضا عن أبي بصير عنه عليه السلام في معنى الآية هم التوابون المتعبدون.