وعن الأخفش أن " مفعول " ربما ورد بمعنى فاعل كميمون ومشؤم بمعنى يامن وشائم كما أن " فاعل " ربما ورد بمعنى مفعول كماء دافق أي مدفوق فمستور بمعنى ساتر.
وعن بعضهم أن ذلك من الاسناد المجازى والمستور بحسب الحقيقة هو ما وراء الحجاب لا نفسه.
وعن بعضهم أنه من قبيل الحذف والايصال وأصله حجابا مستورا به الرسول صلى الله عليه وآله عنهم.
وقيل: المعنى حجابا مستورا بحجاب آخر أي بحجب متعدده وقيل المعنى حجابا مستورا كونه حجابا بمعنى أنهم لا يدرون انهم لا يدرون والثلاثة الأخيرة أسخف الوجوه.
قوله تعالى: " وجعلنا على قلوبهم أكنه أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا وإذا ذكرت ربك في القرآن وحده ولوا على أدبارهم نفورا " الأكنة جمع كن بالكسر وهو على ما ذكره الراغب ما يحفظ فيه الشئ ويستر به عن غيره، والوقر الثقل في السمع وفي المجمع النفور جمع نافر، وهذا الجمع قياس في كل فاعل اشتق من فعل مصدره على فعول مثل ركوع وسجود وشهود. انتهى.
وقوله: " وجعلنا على قلوبهم أكنة " الخ كالبيان للحجاب المذكور سابقا أي أغشينا قلوبهم بأغشية وحجب حذار أن يفقهوا القرآن وجعلنا في آذانهم وقرا وثقلا أن يسمعوه فهم لا يسمعون القرآن سمع قبول ولا يفقهونه فقه إيمان وتصديق كل ذلك مجازاة لهم بما كفروا وفسقوا.
وقوله: " وإذا ذكرت ربك في القرآن وحده " أي على نعت التوحيد ونفى الشريك ولوا على ادبارهم نافرين وأعرضوا عنه مستدبرين.
قوله تعالى: " نحن أعلم بما يستمعون به إذ يستمعون إليك " إلى آخر الآية النجوى مصدر ولذا يوصف به الواحد والمثنى والمجموع والمذكر والمؤنث وهو لا يتغير في لفظه.
والآية بمنزله الحجة على ما ذكر في الآية السابقة أنه جعل على قلوبهم أكنه أن يفقهوه وفى آذانهم وقرأ فقوله: " نحن اعلم بما يستمعون به " الخ ناظر إلى جعل الوقر