قولا عظيما من حيث استتباعه التبعة السيئة.
قوله تعالى ولقد صرفنا في هذا القرآن ليذكروا وما يزيدهم الا نفورا قال في المفردات الصرف رد الشئ من حالة إلى حال ء أو ابداله بغيره قال: والتصريف كالصرف الا في التكثير وأكثر ما يقال في صرف الشئ من حالة إلى حاله ومن أمر إلى أمر وتصريف الرياح هو صرفها من حال إلى حال قال تعالى وصرفنا الآيات وصرفنا فيه من الوعيد ومنه تصريف الكلام وتصريف الدراهم. انتهى.
وقال النفر الانزعاج من الشئ وإلى الشئ كالفزع إلى الشئ وعن الشئ يقال نفر عن الشئ نفورا قال تعالى ما زادهم الا نفورا وما يزيدهم الا نفورا انتهى.
فقوله: " ولقد صرفنا في هذا القرآن ليذكروا " معناه بشهادة السياق وأقسم لقد رددنا الكلام معهم في أمر التوحيد ونفى الشريك من وجه إلى وجه وحولناه من لحن إلى لحن في هذا القرآن فأوردناه بمختلف العبارات وبيناه باقسام البيانات ليتذكروا ويتبين لهم الحق.
وقوله: " فما يزيدهم الا نفورا " أي ما يزيدهم التصريف الا انزعاجا كلما استؤنف جئ ببيان جديد أورثهم نفره جديده.
وفي الآية التفات من الخطاب إلى الغيبة تنبيها على أنهم غير صالحين للخطاب والتكليم بعد ما كان حالهم هذا الحال.
قال في المجمع: فان قيل إذا كان المعلوم انهم يزدادون النفور عند انزال القرآن فما المعنى في إنزاله؟ وما وجه الحكمة فيه؟
قيل الحكمة فيه الزام الحجة وقطع المعذرة في اظهار الدلائل التي تحسن التكليف، وانه يصلح عند انزاله جماعه ما كانوا يصلحون عند عدم انزاله ولو لم ينزل لكان هؤلاء الذين ينفرون عن الايمان يفسدون بفساد أعظم من هذا النفور فالحكمة اقتضت انزاله لهذه المعاني وانما ازدادوا نفورا عند مشاهده الآيات والدلائل لاعتقادهم انها شبه وحيل وقله تفكرهم فيها انتهى.
وقوله انه لو لم ينزل لكانوا يفسدون بفساد أعظم من النفور لا يخلو من شئ فان