فطركم أول مرة فسينغضون إليك رؤوسهم ويقولون متى هو قل عسى ان يكون قريبا - 51. يوم يدعوكم فتستجيبون بحمده وتظنون ان لبثتم الا قليلا - 52. وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن ان الشيطان ينزغ بينهم ان الشيطان كان للانسان عدوا مبينا - 53. ربكم اعلم بكم ان يشا يرحمكم أو ان يشا يعذبكم وما أرسلنا عليهم وكيلا - 54. وربك اعلم بمن في السماوات والأرض ولقد فضلنا بعض النبيين على بعض وآتينا داود زبورا - 55.
بيان في الآيات تعقيب مسالة التوحيد وتوبيخ المشركين على اتخاذهم الالهة ونسبة الملائكة الكرام إلى الأنوثية، وانهم لا يتذكرون بما يلقى إليهم القرآن من حجج الوحدانية، ولا يفقهون الآيات بل يستهزؤن بالرسول وبما يلقى إليهم من أمر البعث ويسيؤون القول في أمر الله وغير ذلك.
قوله تعالى: (أفأصفاكم ربكم بالبنين واتخذ من الملائكة إناثا انكم لتقولون قولا عظيما) الاصفاء الاخلاص قال في المجمع: تقول: أصفيت فلانا بالشئ إذا آثرته به. انتهى.
خطاب لمن يقول منهم: ان الملائكة بنات الله أو بعضهم بنات الله والاستفهام للانكار، ولعله بدل البنات من الإناث لكونهم يعدون الأنوثة من صفات الخسة.
والمعنى إذا كان سبحانه ربكم لا رب غيره وهو الذي يتولى أمر كل شئ فهل تقولون انه آثركم بكرامة لم يتكرم به هو نفسه وهو انه خصكم بالبنين ولم يتخذ لنفسه من الولد الا الإناث وهم الملائكة الكرام الذين تزعمون أنهم إناث انكم لتقولون