تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١٢ - الصفحة ١٧٩
في ذلك لايات للمتوسمين - 75 وانها لبسبيل مقيم - 76 ان في ذلك لاية للمؤمنين - 77 وان كان أصحاب الأيكة لظالمين - 78 فانتقمنا منهم وانهما لبإمام مبين - 79 ولقد كذب أصحاب الحجر المرسلين - 80 وآتيناهم آياتنا فكانوا عنها معرضين - 81 وكانوا ينحتون من الجبال بيوتا آمنين - 82 فأخذتهم الصيحة مصبحين - 83 فما اغنى عنهم ما كانوا يكسبون - 84 (بيان) بعد ما تكلم سبحانه حول استهزائهم بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم وما انزل إليه من الكتاب واقتراحهم عليه ان يأتيهم بالملائكة وهم ليسوا بمؤمنين وان سمح لهم بأوضح الآيات اتى سبحانه في هذه الآيات ببيان جامع في التبشير والانذار وهو ما في قوله نبئ عبادي إلى آخر الآيتين ثم أوضحه وأيده بقصة جامعة للجهتين متضمنة للامرين معا وهى قصة ضيف إبراهيم وفيها بشرى إبراهيم بما لا مطمع فيه عادة وعذاب قوم لوط بأشد أنواع العذاب.
ثم أيده تعالى بإشارة اجمالية إلى تعذيب أصحاب الأيكة وهم قوم شعيب وأصحاب الحجر وهم ثمود قوم صالح عليه السلام.
قوله تعالى: " نبئ عبادي انى انا الغفور الرحيم وان عذابي هو العذاب الأليم " المراد بقوله عبادي على ما يفيده سياق الآيات مطلق العباد ولا يعبؤ بما ذكره بعضهم ان المراد بهم المتقون السابق ذكرهم أو المخلصون.
وتأكيد الجملتين بالاسمية وان وضمير الفصل واللام في الخبر يدل على أن الصفات المذكورة فيها أعني المغفرة والرحمة والم العذاب بالغة في معناها النهاية بحيث لا تقدر بقدر ولا يقاس بها غيرها فما من مغفرة أو رحمة الا ويمكن ان يفرض لها مانع يمنع
(١٧٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 ... » »»
الفهرست