وفيه عن ابن المغازلي في المناقب يرفعه إلى زيد بن أرقم قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال إني مواخ بينكم كما آخى الله بين الملائكة ثم قال لعلي أنت اخى ثم تلا هذه الآية: " إخوانا على سرر متقابلين الأخلاء في الله ينظر بعضهم إلى بعض " أقول ورواه أيضا عن أحمد في مسنده مرفوعا إلى زيد بن اوفى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم والرواية مبسوطة.
وفي الروايتين تفسير قوله تعالى على سرر متقابلين بقوله لا ينظر أحدهم في قفاء صاحبه وقوله الأخلاء في الله ينظر بعضهم إلى بعض وفيه إشارة إلى أن التقابل في الآية كناية عن عدم تتبع أحدهم عورات إخوانه وزلاتهم كما يفعل ذلك من في صدره غل وهو معنى لطيف.
وما قرأه النبي صلى الله عليه وآله وسلم من الآية انما هو من باب الجرى والانطباق لا ان الآية نازلة في أهل البيت عليهم السلام فسياق الآيات لا يلائمه البتة.
ونظيرها ما روى عن علي عليه السلام: إن الآية نزلت فينا أهل بدر وفي رواية أخرى عنه عليه السلام: انها نزلت في أبى بكر وعمر وفي رواية أخرى عن علي بن الحسين عليه السلام: انها نزلت في أبى بكر وعمر وعلى وفي رواية أخرى ": انها نزلت في علي والزبير وطلحة وفي رواية أخرى ": انها نزلت في علي وعثمان وطلحة والزبير وفي رواية أخرى عن ابن عباس ": انها نزلت في عشرة أبى بكر وعمر وعثمان وعلى وطلحة والزبير وسعد وسعيد وعبد الرحمن بن عوف وعبد الله بن مسعود.
والروايات على ما بها من الاختلاف تطبيقات من الرواة والآية تأبى بسياقها عن أن تكون نازلة في بعض المذكورين كيف؟ وهى في جملة آيات تقص ما قضاه الله وحكم به يوم خلق آدم وامر الملائكة وإبليس بالسجود له فأبى إبليس فرجمه ثم قضى ما قضى ولا تعلق لذلك باشخاص بخصوصيتهم هذا * * * نبئ عبادي إني أنا الغفور الرحيم - 49 وإن عذابي هو العذاب