تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ٨ - الصفحة ٢٦٩
رسول الله إليكم جميعا الذي له ملك السماوات والأرض لا إله إلا هو يحيي ويميت فآمنوا بالله ورسوله النبي الأمي الذي يؤمن بالله وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون - 158. ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون - 159. وقطعناهم اثني عشر أسباطا أمما وأوحينا إلى موسى إذ استسقاه قومه أن اضرب بعصاك الحجر فانبجست منه اثنتا عشرة عينا قد علم كل أناس مشربهم وظللنا عليهم الغمام وأنزلنا عليهم المن والسلوى كلوا من طيبات ما رزقناكم وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون - 160.
(بيان) فصول أخرى من قصص بني إسرائيل يذكر فيها آيات كثيرة أنزلها الله إليهم وحباهم بها يهديهم بها إلى سبيل الحق ويدلهم على منهج التقوى فكفروا بها وظلموا أنفسهم.
قوله تعالى: " واختار موسى قومه سبعين رجلا لميقاتنا " أي اختار من قومه فالقوم منصوب بنزع الخافض.
والآية تدل على أن الله سبحانه عين لهم ميقاتا فحضره منهم سبعون رجلا اختارهم موسى من القوم، ولا يكون ذلك إلا لأمر ما عظيم لكن الله سبحانه لم يبين هيهنا ما هو الغاية المقصودة من حضورهم غير أنه ذكر أنهم أخذتهم الرجفة ولم تأخذهم إلا لظلم عظيم ارتكبوه حتى أدى بهم إلى الهلاك بدليل قول موسى عليه السلام: " رب لو شئت أهلكتهم من قبل وإياي أ تهلكنا بما فعل السفهاء منا " فيظهر من هنا أن الرجفة أهلكتهم.
ويتأيد بذلك أن هذه القصة هي التي يشير سبحانه إليها بقوله: " وإذ قلتم يا موسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة فأخذتكم الصاعقة وأنتم تنظرون ثم بعثناكم من بعد
(٢٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 264 265 266 267 268 269 270 271 272 273 274 ... » »»
الفهرست