تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ٨ - الصفحة ٢١٠
قالوا آمنا برب العالمين - 121. رب موسى وهارون - 122. قال فرعون آمنتم به قبل أن آذن لكم إن هذا لمكر مكرتموه في المدينة لتخرجوا منها أهلها فسوف تعلمون - 123. لا قطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف ثم لأصلبنكم أجمعين - 124.
قالوا إنا إلى ربنا منقلبون - 125. وما تنقم منا إلا أن آمنا بآيات ربنا لما جاءتنا ربنا أفرغ علينا صبرا وتوفنا مسلمين - 126.
(بيان) شروع في قصص موسى عليه السلام، وقد خص بالذكر منها مجيئه إلى فرعون ودعواه الرسالة إليه لنجاة بني إسرائيل وإتيانه بالآيتين اللتين آتاه الله إياهما ليلة الطور، وهذه القصة هي التي تشتمل عليها هذه الآيات ثم إجمال قصته حين إقامته في مصر بين بني إسرائيل لانجائهم، وما نزل على قوم فرعون من آيات الشدة إلى أن أنجى الله بني إسرائيل، ثم تذكر قصة نزول التوراة وعبادة بني إسرائيل العجل، ثم قصصا متفرقة من بني إسرائيل يعتبر بها المعتبر.
قوله تعالى: " ثم بعثنا من بعدهم موسى بآياتنا إلى فرعون وملائه " إلى آخر الآية.
في تغيير السياق في أول القصة دلالة على تجدد الاهتمام بأمر موسى عليه السلام فإنه من أولي العزم صاحب كتاب وشريعة، وقد ورد الدين ببعثته في مرحلة جديدة من التفصيل بعد المرحلتين اللتين قطعهما ببعثة نوح وإبراهيم عليهما السلام وفي لفظ الآيات شئ من الإشارة إلى تبدل المراحل فقد قال تعالى: " أولا لقد أرسلنا نوحا إلى قومه " " وإلى عاد أخاهم هودا " " وإلى ثمود أخاهم صالحا " فجرى على سياق واحد لان هودا وصالحا كانا على شريعة نوح، ثم غير السياق فقال: " ولوطا إذ قال لقومه " لان لوطا من أهل المرحلة الثانية في الدين وهي مرحلة شريعة إبراهيم، وكان لوط على شريعته ثم عاد إلى السياق السابق في بدء قصة شعيب، ثم غير السياق في بدء قصة موسى بقوله: " ثم
(٢١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 ... » »»
الفهرست