الخيمة على الانسان فهم مكتوب عليهم أو مسلط عليهم الذلة إلا بحبل وسبب من الله وحبل وسبب من الناس.
وقد كرر لفظ الحبل بإضافته إلى الله وإلى الناس لاختلاف المعنى بالإضافة فإنه من الله القضاء والحكم تكوينا أو تشريعا ومن الناس البناء والعمل.
والمراد بضرب الذلة عليهم القضاء التشريعي بذلتهم والدليل على ذلك قوله أينما ثقفوا فإن ظاهر معناه أينما وجدهم المؤمنون أي تسلطوا عليهم وهو إنما يناسب الذلة التشريعية التي من آثارها الجزية فيؤول معنى الآية إلى أنهم أذلاء بحسب حكم الشرع الاسلامي إلا أن يدخلوا تحت الذمة أو أمان من الناس بنحو من الأنحاء.
وظاهر بعض المفسرين أن قوله ضربت عليهم الذلة ليس في مقام تشريع الحكم بل إخبار عن ما جرى عليه أمرهم بقضاء من الله وقدر فإن الاسلام أدرك اليهود وهم يؤدون الجزية إلى المجوس وبعض شعبهم كانوا تحت سلطة النصارى.
وهذا المعنى لا بأس به وربما أيده ذيل الكلام إلى آخر الآية فإنه ظاهر في أن السبب في ضرب الذلة والمسكنة عليهم ما كسبته أيديهم من الكفر بآيات الله وقتل الأنبياء والاعتداء المستمر إلا أن لازم هذا المعنى اختصاص الكلام في الآية باليهود ولا مخصص ظاهرا وسيجئ في ذلك كلام في تفسير قوله تعالى وألقينا بينهم العداوة والبغضاء: المائدة - 64.
قوله تعالى وباءوا بغضب من الله وضربت عليهم المسكنة باءوا أي اتخذوا مبائة ومكانا أو رجعوا والمسكنة أشد الفقر والظاهر أن المسكنة أن لا يجد الانسان سبيلا إلى النجاة والخلاص عما يهدده من فقر أو أي عدم وعلى هذا فيتلائم معنى الآية صدرا وذيلا.
قوله تعالى ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون والمعنى أنهم عصوا وكانوا قبل ذلك يستمرون على الاعتداء.
قوله تعالى ليسوا سواء إلى قوله بالمتقين السواء مصدر أريد به معنى