صدورهم أكبر قد بينا لكم الآيات إن كنتم تعقلون (118) - ها أنتم أولاء تحبونهم ولا يحبونكم وتؤمنون بالكتاب كله وإذا لقوكم قالوا آمنا وإذا خلوا عضوا عليكم الأنامل من الغيظ قل موتوا بغيظكم إن الله عليم بذات الصدور (119) - إن تمسسكم حسنة تسؤهم وإن تصبكم سيئة يفرحوا بها وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا إن الله بما يعملون محيط (120)) (بيان) الآيات الكريمة كما ترى تنعطف إلى ما كان الكلام فيه قبل من التعرض لحال أهل الكتاب وخاصة اليهود في كفرهم بآيات الله وإغوائهم أنفسهم وصدهم المؤمنين عن سبيل الله وإنما كانت الآيات العشر المتقدمة من قبيل الكلام في طي الكلام فاتصال الآيات على حاله.
قوله تعالى لن يضروكم إلا أذى إلخ الأذى ما يصل إلى الحيوان من الضرر إما في نفسه أو جسمه أو تبعاته دنيويا كان أو أخرويا على ما ذكره الراغب مفردات القرآن.
قوله تعالى ضربت عليهم الذلة أينما ثقفوا إلا بحبل من الله وحبل من الناس الذلة بناء نوع من الذل والذل بالضم ما كان عن قهر وبالكسر ما كان عن تصعب وشماس على ما ذكره الراغب ومعناه العام حال الانكسار والمطاوعة ويقابله العز وهو الامتناع.
وقوله ثقفوا أي وجدوا والحبل السبب الذي يوجب التمسك به العصمة وقد استعير لكل ما يوجب نوعا من الامن والعصمة والوقاية كالعهد والذمة والأمان والمراد والله أعلم أن الذلة مضروبة عليهم كضرب السكة على الفاز أو كضرب