حتى يردا علي الحوض - وسألت لهما ذاك ربي فلا تقدموهما فتهلكوا - ولا تعلموهما فإنهما أعلم منكم.
أقول وحديث الثقلين من المتواترات التي أجمع على روايتها الفريقان وقد تقدم في أول السورة أن بعض علماء الحديث أنهى رواته من الصحابة إلى خمس وثلثين راويا من الرجال والنساء وقد رواه عنهم جم غفير من الرواة وأهل الحديث.
وفي الدر المنثور أيضا أخرج ابن ماجة وابن جرير وابن أبي حاتم عن انس قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: افترقت بنو إسرائيل على إحدى وسبعين فرقة - وإن أمتي ستفترق على اثنتين وسبعين فرقة - كلهم في النار إلا واحدة - قالوا يا رسول الله ومن هذه الواحدة قال الجماعة ثم قال - اعتصموا بحبل الله جميعا:
أقول والرواية أيضا من المشهورات وقد روتها الشيعة بنحو آخر كما في الخصال والمعاني والاحتجاج والأمالي وكتاب سليم بن قيس وتفسير العياشي واللفظ لما في الخصال بإسناده إلى سليمان بن مهران عن جعفر بن محمد عن آبائه عن أمير المؤمنين (عليهم السلام) قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: إن أمة موسى افترقت بعده على إحدى وسبعين فرقة - فرقة منها ناجية وسبعون في النار - وافترقت أمة عيسى بعده على اثنتين وسبعين فرقة - فرقة منها ناجية وإحدى وسبعون في النار - وإن أمتي ستفترق بعدي على ثلاث و سبعين فرقة - فرقة منها ناجية واثنتان وسبعون في النار.
أقول وهي الموافقة لما يأتي وفي الدر المنثور أخرج أبو داود والترمذي وابن ماجة والحاكم وصححه عن أبي هريرة قال قال رسول الله عليه السلام: افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة - وتفرقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة - وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة.
أقول وهذا المعنى مروي بطرق أخرى عن معاوية وغيره.
وفيه أخرج الحاكم عن عبد الله بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يأتي على أمتي ما أتى على بني إسرائيل - حذو النعل بالنعل - حتى لو كان فيهم من نكح امه علانية كان في أمتي مثله - إن بني إسرائيل افترقوا على إحدى وسبعين ملة - وتفترق أمتي على