وفي الكافي: (في قوله تعالى إن الذين يشترون بعهد الله الآية) عن الباقر عليه السلام قال انزل في العهد إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا أولئك لا خلاق لهم في الآخرة ولا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولهم عذاب إليهم والخلاق النصيب فمن لم يكن له نصيب في الآخرة فبأي شئ يدخل الجنة.
وفي أمالي الشيخ بإسناده عن عدي بن عدي عن أبيه قال: اختصم امرؤ القيس ورجل من حضرموت إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في أرض فقال ألك بينة؟ قال لا قال فبيمينه قال إذن والله يذهب بأرضي قال إن ذهب بأرضك بيمينه كان ممن لا ينظر الله إليه يوم القيامة ولا يزكيه وله عذاب أليم قال ففزع الرجل وردها إليه.
أقول والرواية كما ترى لا تدل على نزول الآية في مورد القصة وقد روي من طرق أهل السنة في عدة روايات أن الآية نزلت في هذا الشأن وهي متعارضة من حيث مورد القصة ففي بعضها أن النزاع كان بين امرء القيس ورجل من حضرموت كما مر في الرواية السابقة وفي بعضها أنه كان بين الأشعث بن القيس وبين رجل من اليهود في أرض له وفي بعضها أنها نزلت في رجل من الكفار وقد كان أقام سلعة له في السوق فحلف بالله لقد أعطي بها ما لم يعطه ليوقع بها رجلا من المسلمين فنزلت الآية.
وقد عرفت في البيان السابق أن ظاهر الآية أنها واقعة موقع التعليل لمضمون الآية السابقة عليها فالوجه حمل الروايات إن أمكن على بيان انطباق الآية على مورد القصة دون النزول بالمعنى المعهود منه (ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون (79) - ولا يأمركم