يلحق من مصايب الأطفال والمجانين ومن لا ذنب له من الأنبياء والمؤمنين والأئمة يمتحنون بالمصايب وان كانوا معصومين من الذنوب لما يحصل لهم على الصبر عليها من الثواب انتهى أقول التحقيق ان الآية من باب التخصص لا التخصيص بالنسبة إلى الأنبياء والأئمة (ع) إذ لا مصيبة من حيث هي مصيبة بالنسبة إليهم والحكم في الآية معلق على هذا العنوان وهم سلام الله عليهم يحمدون الله على بلاياه ومصايبه كما يشكرونه على نعمائه وبالجملة لما استشرف الداعي تلك الرحمة الواسعة وممدوحية هذا الرجاء ومذمومية القنوط تبدل وحشته بالانس فقال قرعت باب رحمتك بيد رجائي ثم تنبه بان المناص من هذه الأسود والخلاص من هذه الأخدود النار ذات الوقود ليس الا الالتجاء بالملك الودود لأنه العزيز المقتدر الذي لا ملجأ ولا مهرب ولا منجى منه الا إليه لان الكل ملكته ولا يرد حكومته ولا يدفع الا برحمته عقوبته كما في الدعاء أعوذ بعفوك من عقابك وبرضاك من سخطك وأعوذ بك منك ونقل انه ذكر عند أمير المؤمنين (ع) قول أفلاطون الإلهي الأفلاك قسى والحوادث سهام والانسان هدف والله هو الرامي فأين المفر فقال (ع) ففروا إلى الله فقال الداعي وهربت إليك لاجيا من فرط اهوائي ثم الهم الداعي بما هو الترياق الأعظم لجميع السموم وسفينة النجاة للمنغمسين في بحار الغموم ونيران علم الهداية في أودية الهموم وهو التشبث بحبال الله المتينة والاستظهار بجبال الله الشامخة المكينة وهي أحباء الله وأدلائه وأوليائه الله وأودائه الذين حبهم مفترضة وطاعتهم واجبة يعصمون من اوى إليهم وينقذون من تعلق بعرى موالاتهم فإنهم كما مر روابط الحوادث بالقديم وقواد البائس المعتر من المجتدين إلى حضرة الجواد الكريم وهم شهداء دار الفناء وشفعاء دار البقاء ولذا في دعاء التشهد تقول أولا قرب وسيلته أي في الدنيا ثم تقول وارزقنا شفاعته أي في العقبى فالشفاعة هناك ظل اعتصامك ههنا بموالاته وموالاة أوليائه وصورة تقريب وسيلته التي وفقت له ههنا فقال وعلقت بأطراف حبالك أنامل ولائي الأنامل جمع الأنملة بتثليث الميم والهمزة ففيها تسع لغات وهي التي فيها الظفر وفى الكلام مجاز مرسل من حيث اطلاق الأنامل على الأيدي بعلاقة الجزئية والكلية بعلاوة الاستعارة بالكناية والاستعارة
(٦٥)